السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الأربعاء، 22 أبريل 2015

كشكول ٨٧٢: يفتح للمسلم من أعمال الخير ما يصلح له


يفتح للمسلم من أعمال الخير ما يصلح له.
ومن فتح له في باب حرم من آخر.
وقلة من المسلمين من يفتح له من أبواب الخير كلها! 
قال ابن عبدالبر عند كلامه على حديث أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من أنفق زوجين في سبيل الله نودي في الجنة يا عبدالله هذا خير؛ فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان».  فقال أبو بكر: بأبي أنت وأمي ما على من دعي من هذه الأبواب كلها من ضرورة فهل يدعى أحد من هذه الأبواب كلها؟».  قال: «نعم وأرجو أن تكون منهم». (التمهيد: (7/184- 185): 
«[فيه] أن أعمال البر لا يفتح في الأغلب للإنسان الواحد في جميعها وأن من فتح له في شيء منها حرم غيرها في الأغلب.
وأنه قد تفتح في جميعها للقليل من الناس، وأن أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- من ذلك القليل.
وفيه أن من أكثر من شيء عرف به ونسب إليه، ألا ترى إلى قوله: «فمن كان من أهل الصلاة»، يريد من أكثر منها فنسب إليها؛ لأن الجميع من أهل الصلاة. وكذلك من أكثر من الجهاد، ومن الصيام على هذا المعنى، ونسب إليه دعي من بابه ذلك والله أعلم.
ومما يشبه ما ذكرنا ما جاوب به مالك -رحمه الله- العمري العابد؛ وذلك أن عبدالله بن عبدالعزيز العمري العابد كتب إلى مالك يحضه إلى الانفراد والعمل ويرغب به عن الاجتماع إليه في العلم؛ فكتب إليه مالك : «أن الله -عز وجل- قسم الأعمال كما قسم الأرزاق؛
فرب رجل فتح له في الصلاة ولم يفتح له في الصوم.
وآخر فتح له في الصدقة ولم يفتح له في الصيام.
وآخر فتح له في الجهاد ولم يفتح له في الصلاة.
ونشر العلم وتعليمه من أفضل أعمال البر وقد رضيت بما فتح الله لي فيه من ذلك.
وما أظن ما أنا فيه بدون ما أنت فيه.
وأرجو أن يكون كلانا على خير.
ويجب على كل واحد منا أن يرضى بما قسم له، والسلام.
هذا معنى كلام مالك؛ لأني كتبته من حفظي وسقط عني في حين كتابتي أصلي منه»اهـ.
ونقله في سير أعلام النبلاء (8/ 114).