السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الجمعة، 9 يونيو 2017

كشكول ١٤٩٦: بعض مشاكلنا الاجتماعية ناتجة من الانفصال بين واقع حياتنا العملية عن الجانب العلمي الذي نعلمه



أتدرون بعض مشاكلنا الاجتماعية ناتجة من الانفصال بين واقع حياتنا العملية عن الجانب العلمي الذي نعلمه ونعرفه ونثبته!
ولأقرب لك ما أريده ؛
نعلم أن المضادات الحيوية خطرة، وأنها سموم، لا ينبغي أن نستعملها إلا مضطرين، ومع ذلك أسهل ما نفعله تناول المضاد عند أول وجع نحسه كالزكام والمغص ونحو ذلك.
نعلم أن التلفزيون يضر بالأسرة، ونعلم يقينا أننا لا نستطيع أن نسيطر عليه، ومع ذلك نتركه في البيت مع العيال، ونضع المسؤولية على الزوجة، ونقول: عليك أن تنتبهي للأولاد والبرامج والقنوات... طبعاً إلا من رحم الله ممن لم يحضره إلى بيته أصلاً.
نعلم أننا نحتاج الوقت لنجلس مع الأهل، ولنكون مع أنفسنا فترة من الوقت، ومع هذا حتى إذا فرغنا ولم يكن عندنا شغل ، خرجنا نبحث عما يشغلنا و لا نجلس في البيت!
هذا واقع نعيشه...
أعرف شخصا كسر هذه القاعدة مرة؛ رزقه الله بمولود، لما جاء يخرج والدتها من المستشفى مع المولود رفضت المستشفى أن يصطحب معه المولود بدعوى إجراء الفحوص!
خرج بزوجته وذهب بها إلى البيت واستمر لمدة ثلاثة أيام يزور المستشفى مع والدة المولود ليطمئن عليه، وسأل الطبيب:
- ماذا بالمولود؟
- نحن نعطيه كورس مضاد.
- فقط هذا الذي تصنعونه؟
- نعم.
- أريد إخراج المولود الآن، تحت ضمانتي.
انزعج الطبيب لكنه رضخ أخيراً وخرج الأب بمولوده وأعطاه لأمه ترضعه! وهو والحمد لله بخير.
= لماذا أخرجت المولود من المستشفى والطبيب لا يريد؟
= لأنهم قالوا: إنهم فقط يعطونه مضاداً، وأنا قرأت أن حليب الأم ينفع المولود وهو أحسن له من المضاد، ويحصنه بإذن الله، ثم أنا أعلم أن المضاد فيه خطورة، فكيف اسمح به مع مولدي الذي ليس له إلا أيام فقط!
قلت في نفسي: هذا رجل يطبق ما يعلم ، وهكذا ينبغي أن نكون!
اعلم أن تطبيق ما نعلم يحتاج إلى تثبت وتأكد، وهذا الذي أقصده، أننا ينبغي أن نبادر إلى العمل بما نعلم، وأن نحقق معنى ما علمناه، بعد التثبت والتحري!

والمشكلة فيمن علم وثبت لديه ما علمه ثم هو مع ذلك لا يطبقه ، لا يختلف تصرفه عن تصرف من لا يعلم!