السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الأربعاء، 10 ديسمبر 2014

لفت نظري ٢٠: أن بعض الناس لما يقال لهم: «ارجعوا إلى علماؤكم»، يريد أن يرجع إلى من عرف ببدعة وحذر أهل السنة منه!


لفت نظري:

أن بعض الناس لما يقال لهم: «ارجعوا إلى علماؤكم»، يريد أن يرجع إلى من عرف ببدعة وحذر أهل السنة منه! 

وأقول: أهل البدع ليسوا بعلماء أكابر، بل أهل بدعة أصاغر، وإن حملوا الشهادات وتولوا المناصب،


وإلا فهل يقول قائل: إن الرجوع إلى ابن أبي دؤاد الرجل الذي كان عند المأمون في فتنة خلق القرآن سائغ؟!

قال وقلت ٤٦: نحن لا علم لنا، لما يأتوننا بآيات وأحاديث ماذا نصنع؟


قال لي وقد حاورته حتى أظهر الاقتناع: «ياشيخ نحن لا علم لنا، لما يأتوننا بآيات وأحاديث ماذا نصنع؟».


قلت له: أما تعلم أن فيهما محكمًا ومتشابهًا؟!

قال وقلت ٤٥: بعد ثبوت ثقة ناقل الخبر، فالأصل قبول خبره. ولا يتوقف فيه بغرض التثبت فيه


قال: «وردت في السنة مواقف للصحابة والسلف كانوا يتثبتون من أخبارهم وفتاويهم ورواياتهم وشواهد هذا كثيرة، مع إنهم ثقات، فقبول كلام الثقة مطلقًا ليس بمسلم، ولا يلزم من التثبت والبحث تنقص هذا الثقة!».

قلت: المنشور في قبول خبر الثقة، لا في قبول كلامه، هذه واحدة.

والقاعدة: خبر الثقة مقبول.
فمن ثبت أنه ثقة قبل خبره، فلا ينافي ذلك القاعدة، بل هي تشير إليه. هذه ثانية.

وقد كان الناس على الأصل، في قبول خبر الثقة، كما في قصة تحويل القبلة.

وطلب التثبت في الخبر غير قضية قبول أخبار الثقات؛ ولذلك لا تجد أحداً يقول: يتثبت في خبر الثقات! هذه الثالثة.

فإن حصل طلب التثبت في خبر ثقة فهذا ليس لأنه غير مقبول، بل لأمر آخر؛

فقد يكون طلب التثبت حتى لا يستهين الناس بالحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. كما صنع عمر -رضي الله عنه- مع أبي موسى -رضي الله عنه-.

وقد يكون طلب التثبت سببه كثرة الفتن، وفشو الكذب.

وقد يكون لأسباب أخرى.

المهم أنه بعد ثبوت ثقة ناقل الخبر، فالأصل قبول خبره. ولا يتوقف فيه بغرض التثبت فيه

قال الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في مقدمة صحيحه: «حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ وَسَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو الْأَشْعَثِيُّ جَمِيعًا عَنْ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ سَعِيدٌ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ هِشَامِ بْنِ حُجَيْرٍ عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: «جَاءَ هَذَا إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ -يَعْنِي بُشَيْرَ بْنَ كَعْبٍ- فَجَعَلَ يُحَدِّثُهُ فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ: عُدْ لِحَدِيثِ كَذَا وَكَذَا، فَعَادَ لَهُ، ثُمَّ حَدَّثَهُ، فَقَالَ لَهُ عُدْ لِحَدِيثِ كَذَا وَكَذَا، فَعَادَ لَهُ. فَقَالَ لَهُ: «مَا أَدْرِي أَعَرَفْتَ حَدِيثِي كُلَّهُ وَأَنْكَرْتَ هَذَا، أَمْ أَنْكَرْتَ حَدِيثِي كُلَّهُ وَعَرَفْتَ هَذَا؟!». فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ: «إِنَّا كُنَّا نُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذْ لَمْ يَكُنْ يُكْذَبُ عَلَيْهِ، فَلَمَّا رَكِبَ النَّاسُ الصَّعْبَ وَالذَّلُولَ؛ تَرَكْنَا الْحَدِيثَ عَنْهُ».

وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ ابْنِ طَاوُسٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «إِنَّمَا كُنَّا نَحْفَظُ الْحَدِيثَ، وَالْحَدِيثُ يُحْفَظُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَأَمَّا إِذْ رَكِبْتُمْ كُلَّ صَعْبٍ وَذَلُولٍ فَهَيْهَاتَ».
وحَدَّثَنِي أَبُو أَيُّوبَ سُلَيْمَانُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْغَيْلَانِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ يَعْنِي الْعَقَدِيَّ حَدَّثَنَا رَبَاحٌ عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: «جَاءَ بُشَيْرٌ الْعَدَوِيُّ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَجَعَلَ يُحَدِّثُ وَيَقُولُ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَجَعَلَ ابْنُ عَبَّاسٍ لَا يَأْذَنُ لِحَدِيثِهِ، وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: «يَا ابْنَ عَبَّاسٍ مَالِي لَا أَرَاكَ تَسْمَعُ لِحَدِيثِي أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلَا تَسْمَعُ؟!».
فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «إِنَّا كُنَّا مَرَّةً إِذَا سَمِعْنَا رَجُلًا يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ابْتَدَرَتْهُ أَبْصَارُنَا وَأَصْغَيْنَا إِلَيْهِ بِآذَانِنَا، فَلَمَّا رَكِبَ النَّاسُ الصَّعْبَ وَالذَّلُولَ لَمْ نَأْخُذْ مِنْ النَّاسِ إِلَّا مَا نَعْرِفُ».


وساق بسنده عَنْ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: «لَمْ يَكُونُوا يَسْأَلُونَ عَنْ الْإِسْنَادِ، فَلَمَّا وَقَعَتْ الْفِتْنَةُ قَالُوا: «سَمُّوا لَنَا رِجَالَكُمْ». فَيُنْظَرُ إِلَى أَهْلِ السُّنَّةِ؛ فَيُؤْخَذُ حَدِيثُهُمْ. وَيُنْظَرُ إِلَى أَهْلِ الْبِدَعِ؛ فَلَا يُؤْخَذُ حَدِيثُهُمْ»اهـ.

كشكول ٢٩٨: سماحة الشيخ: صالح اللحيدان يثير الإعجاب بجسارته وصراحته وصرامته...


سماحة الشيخ: صالح اللحيدان يثير الإعجاب بجسارته وصراحته وصرامته...

اللهم احفظ علماءنا وارزقهم العفو والعافية. 


واحسن ختامنا وختامهم بخير.

كشكول ٢٩٧: يعتصرني ألم وحزن وهم لما اسمع في الأخبار عن هذه العمليات والتخريب...


يعتصرني ألم وحزن وهم لما اسمع في الأخبار عن هذه العمليات والتخريب...

أتساءل: 

لصالح من هذا الذي يجري؟!

هل تساعدون الشعب؟!

هل في هذا خدمة لأمتكم؟!

هل تخدمون دينكم بهذا؟!


هل تحاربون عدو الله بهذا؟!

كشكول ٢٩٦: المجمع عليه لا يجوز إحداث قول يخالفه


المجمع عليه لا يجوز إحداث قول يخالفه، 

ومن شرط المجتهد: أن يعلم مواضع الإجماع والاختلاف. 


ومخالف ذلك مخالف للإجماع كذلك!

كشكول ٢٩٥: إذا أجمع أهل السنة على شيء؛ لا يجوز أن يخالف هذا الإجماع بدعوى أنه يخالف اختيار الجمهور والدساتير


إذا أجمع أهل السنة على شيء؛ لا يجوز أن يخالف هذا الإجماع بدعوى أنه يخالف اختيار الجمهور والدساتير.

كشكول ٢٩٤: إذا كره الرسول -صلى الله عليه وسلم- كثرة الأسئلة، فما بالكم بالسؤال الذي يطرح تحت موضوع خارجاً عنه؟!


إذا كره الرسول -صلى الله عليه وسلم- كثرة الأسئلة، فما بالكم بالسؤال الذي يطرح تحت موضوع خارجاً عنه؟!

علمني ديني ٨٨: أن لا سبيل لتغيير النفس إلى ما يريده الله تعالى... إلا بطلب العلم الشرعي...


علمني ديني: 

أن لا سبيل لتغيير النفس إلى ما يريده الله تعالى، 

ولا سبيل إلى الرجوع إلى الدين، 

ولا سبيل إلى الاستقامة على شرع الله تعالى؛

إلا بطلب العلم الشرعي، القائم على:
كتاب الله تعالى،
وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-
وفق فهم السلف الصالح. 

فإن الدين يقوم على أصلين:

الأصل الأول: أن لا نعبد إلا الله. وهذا هو الإخلاص. وهو (شهادة أن لا إله إلا الله).

الأصل الثاني: أن لا نعبد الله إلا بما شرع. وهذا هو المتابعة. وهو (شهادة أن محمداً رسول الله).

فلا يكفي الإخلاص بدون متابعة، 

كما لا تكفي المتابعة بدون إخلاص. 

ومن أراد المتابعة لابد له من طلب العلم الشرعي على الصفة السابقة

قال الله تعالى: {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً}. (النساء:115).

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم -:

«طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ». 


(أخرجه ابن ماجه في المقدمة باب فضل العلماء، والحث على طلب العلم، حديث رقم: (224). وقد عده الكتاني من الأحاديث المتواترة، فقد أورده في (نظم المتناثر من الحديث المتواتر) حديث رقم: (6).).

كشكول ٢٩٣: كل من خرج على جماعة المسلمين، ورفع السلاح على ولي الأمر وجنوده، فهو خارجي


كل من خرج على جماعة المسلمين، ورفع السلاح على ولي الأمر وجنوده، فهو خارجي


وتسمية هؤلاء ببغاة تلاعب بمعنى شرعي... إما جهلاً، وإما لعرض حزبي.

كشكول ٢٩٢: تسمية ما يؤدي إلى الفساد، وضياع الصلاح: (أمراً بالمعروف، ونهياً عن المنكر)؛ هو من المنكر...


تسمية ما يؤدي إلى الفساد، وضياع الصلاح: (أمراً بالمعروف، ونهياً عن المنكر)؛

هو من المنكر،

ومن تسويغ الباطل باسم الحق، 


وإلحاق مذاهب البدعة بالسنة.

علمني ديني ٨٧: أن لا دين إلا بجماعة، ولا جماعة إلا بأمير، ولا إمارة إلا بسمع وطاعة


علمني ديني: 

أن لا دين إلا بجماعة،

ولا جماعة إلا بأمير،

ولا إمارة إلا بسمع وطاعة. 

فإذا ذهب السمع والطاعة ذهبت الأمارة، 

وإذا ذهبت الأمارة ذهبت الجماعة، 

وإذا ذهبت الجماعة ذهب الدين. 


عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، قَالَ: «تَطَاوَلَ النَّاسُ فِي الْبِنَاءِ فِي زَمَنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، فَقَالَ عُمَرُ: «يَا مَعْشَرَ الْعُرَيْبِ، الْأَرْضَ الْأَرْضَ، إِنَّهُ لَا إِسْلَامَ إِلَّا بِجَمَاعَةٍ، وَلَا جَمَاعَةَ إِلَّا بِإِمَارَةٍ، وَلَا إِمَارَةَ إِلَّا بِطَاعَةٍ، فَمَنْ سَوَّدَهُ قَوْمُهُ عَلَى الْفِقْهِ، كَانَ حَيَاةً لَهُ وَلَهُمْ، وَمَنْ سَوَّدَهُ قَوْمُهُ عَلَى غَيْرِ فِقْهٍ، كَانَ هَلَاكًا لَهُ وَلَهُمْ». أخرجه الدارمي في المقدمة، باب: ذهاب العلم، تحت رقم: (257)، وذكر محققه (حسين أسد) أن في إسناده علَّتين: الأولى: جهالة صفوان بن رستم، والثانية: الانقطاع؛ لأن عبدالرحمن بن ميسرة يرويه عن تميم الداري عن عمر، وابن ميسرة لم يدرك تميمًا. قلت: وقد ذكر ابن عبدالبر (التمهيد - فتح المالك 10/ 491)، بسند فيه ضعف ما يشهد لمحل الشاهد هنا، من طريق محمد بن يزيد أبي هشام عن إسحاق بن سهل، عن المغيرة بن مسلم، عن قتادة، عن أبي الدرداء -رضي الله عنه-، قال: «لا إسلام إلا بطاعة، ولا خير إلا في الجماعة والنصح لله وللخليفة والمؤمنين عامة». وبه يرتقي هذا الأثر -إن شاء الله تعالى- إلى درجة الحسن لغيره، خاصة وأن في معناه أحاديث ثابتة.

كشكول ٢٩١: حينما يحذر من الفتن، اعلم -علمني الله وإياك-: أن الفتن تطلق على معاني


حينما يحذر من الفتن...

اعلم -علمني الله وإياك-:

أن الفتن تطلق على معاني: 

المعنى الأول: الفتنة بمعنى الأمر الملتبس الذي لم يتبين. 

المعنى الثاني: الفتنة بمعنى الابتلاءات التي يتعرض لها المسلم في حياته. 

المعنى الثالث: حدوث الأمور التي تشغل الإنسان عن أداء الأعمال الصالحة إمّا الواجبة وإمّا المستحبة. 

المعنى الرابع: الفتنة بمعنى كثرة الأحداث الخطيرة التي تعترض المسلم، بحيث يخشى على نفسه.

المعنى الخامس: اختباره بالأمر الذي يقع على مسؤوليته. فالأبناء والجيران والزوجة فتنة. 

وهناك الفتن التي تموج كموج البحر. 

وهناك الفتن التي كقطع الليل المظلم. 

وهناك الفتن التي يكثر فيها الهرج (القتل). 

وهناك الفتن التي تجعل الحليم حيران. 

وهناك فتنة المحيا وفتنة الممات. 

وهناك فتنة المسيح الدجال. 

وهناك فتن تعرض على القلوب. 


إذا علمت هذا فلا يقال لمن يحذر من الفتنة ويوصي بتجنبها: إن الأمر عندك فتنة وعندي ليس بفتنة.

كشكول ٢٩٠: عليك يا مسلم بما كان عليه الرسول وأصحابه تهتدي؛ فإن لزوم السنة طوق نجاة


في خضم الأراء الكثيرة، والمقالات المتشابهة، قد يلتبس الحق على المسلم؛

فعليك يا مسلم بما كان عليه الرسول وأصحابه تهتدي؛


فإن لزوم السنة طوق نجاة.

كشكول ٢٨٩: الصبر عبادة... تؤجر عليها أعظم الأجر


الصبر عبادة... تؤجر عليها أعظم الأجر؛

فميزان الحساب في الأعمال الصالحة: الحسنة بعشرة أمثالها إلى سبعمئة ضعف. 

أمّا الصبر: فالله يوفي أجر الصابرين بغير حساب.


قال جل وعلا: {قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ}. (الزمر:10).

علمني ديني ٨٦: أننا عندما نكبر تكثر همومنا


علمني ديني: 

أننا عندما نكبر تكثر همومنا، 

ويتركز همنا الأكبر في شيء واحد... هو أكبر همنا؛

فمن الناس من يكبر ويكبر همه في الدنيا... في التجارة... في أي شأن يراه من أمور الحياة. 

ومن الناس من يكبر ويكبر همه في الاستعداد للآخرة... والعمل لها... . 

فالأول مبلغ علمه الدنيا... وأكبر همه الدنيا...

والثاني مبلغ علمه الآخرة، وأكبر همه الآخرة والاستعداد لها.

وهكذا ينبغي أن نكون... 

أخرج الترمذي وحسنه الألباني عن ابن عمر -رضي الله عنه- قال: «قَلَّمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُومُ مِنْ مَجْلِسٍ حَتَّى يَدْعُوَ بِهَؤُلاَءِ الدَّعَوَاتِ لأَصْحَابِهِ: 

«اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا يَحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعَاصِيكَ، 

وَمِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَا بِهِ جَنَّتَكَ، 

وَمِنَ اليَقِينِ مَا تُهَوِّنُ بِهِ عَلَيْنَا مُصِيبَاتِ الدُّنْيَا، 

وَمَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُوَّتِنَا مَا أَحْيَيْتَنَا، 

وَاجْعَلْهُ الوَارِثَ مِنَّا، 

وَاجْعَلْ ثَأْرَنَا عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا، 

وَانْصُرْنَا عَلَى مَنْ عَادَانَا، 

وَلاَ تَجْعَلْ مُصِيبَتَنَا فِي دِينِنَا، 

وَلاَ تَجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا وَلاَ مَبْلَغَ عِلْمِنَا، 


وَلاَ تُسَلِّطْ عَلَيْنَا مَنْ لاَ يَرْحَمُنَا».».

الثلاثاء، 9 ديسمبر 2014

كشكول ٢٨٨: الواجب على جميع المسلمين والمنظمات المسلمة في فلسطين أن تسلم بهذا الصلح، وتحفظ العهد؛ لأنها بذلك تحفظ ذمة المسلمين.


- بما أن الجهاد الشرعي لا بد له من قوة وقدرة، لقوله تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ}. (الأنفال:60). 

- وبما أن الناس في غزة ليست لديهم القدرة على قتال الإسرائيليين؛ 
فالواجب:
الانشغال بإعداد العدة،
وترك أي عمل يؤدي إلى تحريك العدو الغاشم جهتهم بالضرب والقتل. 

- وبما أن التناوش مع العدو بضربه بالصواريخ، أو تفجير أماكن عبادتهم؛ يجره إلى ضربنا بما لا طاقة لنا به

- وبما أن صواريخنا لا تؤثر فيه كما يوجعنا ضربه؛
فالواجب ترك هذا التناوش بالعدو؛ لما يسببه من أوجاع على أهالنا؛ لأن ضرباتنا غير موجعه وضرباته قاتلة

- وبما أن فتح دخلت في صلح مع حكومة صهيون

- وبما أن المسلمين يسعى بذمتهم في الصلح أدناهم، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: «الْمُسْلِمُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ، يَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ، وَيُجِيرُ عَلَيْهِمْ أَقْصَاهُمْ، وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ، يَرُدُّ مُشِدُّهُمْ عَلَى مُضْعِفِهِمْ، وَمُتَسَرِّعُهُمْ عَلَى قَاعِدِهِمْ، لاَ يُقْتَلُ مُؤْمِنٌ بِكَافِرٍ، وَلاَ ذُو عَهْدٍ فِي عَهْدِهِ». 


فالواجب على جميع المسلمين والمنظمات المسلمة في فلسطين أن تسلم بهذا الصلح، وتحفظ العهد؛ لأنها بذلك تحفظ ذمة المسلمين.

كشكول ٢٨٧: السلفية... والمتسلفون.


السلفية... والمتسلفون.

السلفية منهج،

ليست حزبًا 

أو جماعة تنظيمية. 

والمراد بالمنهج: اتباع السبيل والطريق الذي يمثل الصراط المستقيم، الذي كان عليه الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه. 

أمّا المتسلفون: فهم أناس شعارهم السلفية، وكلامهم عن السلفية، لكن منهجهم وطريقهم يحيد في جهات وجوانب عن الجادة، ويتبع بنيات الطريق؛

فتجد (أعني: المتسلفين)، يجعلون السلفية تنظيماً، من أجل الدعوة زعموا، ويلزمونه، ويجعلون كل أعمالهم وأنشطتهم من خلاله، فما يلبث إلا ويتحور هذا التنظيم إلى حزب، يكون عليه الولاء والبراء؛ فلا عالم إلا من خلال هذا التنظيم الحزبي. ولا محبة، ولا نصرة إلا من خلاله. ولا، ولا، ولا... إلا من هذا التنظيم الحزبي! 

وهذا كله السلفية الحقة منه براء.

وهذا الحَقُّ لَيس به خفاءٌ ... فَدَعني من بُنيَّات الطريقِ 

أين السلفية في حق من يتبنى كلام رجل واحد في التنظيم، ولا يعدل عنه؟! 

أين السلفية في هجر العلم الشرعي، وترك تعليمه على ما كان عليه السلف الصالح؟! 

أين السلفية في هجر طريق السلف الصالح؟! 

هل يكفي أن أقول: إني سلفي اتبع منهج السلف، وأطيل لحيتي، وأقصر ثوبي، دون أن أكون متبعاً لما كان عليه الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه؟! 

هل يكفي أن أنادي باتباع منهج السلف الصالح، وأطبقه بحسب الرؤية التي لدى التنظيم والحزب؟! 

هل أكون بهذا سلفياً؟! 

مشكلة من مشاكل السلفية أن بعض أصحاب الاتجاهات المنحرفة عن الجادة تدّعيها، ويقولون: نحن على منهج السلف الصالح، 

بل لعلهم لا يرضون أن تنسبهم لغير السلفية. 

فهل هؤلاء مع مخالفاتهم يصح أن يقال: إن منهجهم منهج السلف الصالح؟! 

لا شك أن الدين عند الله هو الإسلام. 

وأن الإسلام الصافي الذي لا كدر فيه هو ما كان عليه محمد -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه -رضي الله عنهم-. 

فهؤلاء الذين يريدون ويصرون على الانتساب إلى السلفية بما هو عليه من كدر المشرب، لا يمثلون الدين الإسلامي الصافي، الذي من يرغب عنه فقد سفه نفسه! 

وإلى هذا المعنى يشير الحديث الثابت: «وَايْمُ اللَّهِ لَقَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى مِثْلِ الْبَيْضَاءِ، لَيْلُهَا وَنَهَارُهَا سَوَاءٌ».


والله الموفق.

ليس من منهج السلف ٢٣: أن يخوض كل طالب علم في الجرح والتعديل



ليس من منهج السلف:

أن يخوض كل طالب علم في الجرح والتعديل؛ فإن لكل فن رجاله، فكما لا يؤخذ العلم عن كل أحد؛ فإنه لا يتكلم في الجرح والتعديل أي أحد.

ليس من منهج السلف ٢٢: الاشتغال بما لا نفع فيه في الآخرة


ليس من منهج السلف:

الاشتغال بما لا نفع فيه في الآخرة.

ليس من منهج السلف ٢١: الدخول في الكلام والجدال والمناظرات


ليس من منهج السلف:

الدخول في الكلام والجدال والمناظرات، بل يستفرغون وسعهم في التفقه في الكتاب والسنة، والعمل بهما، والدعوة إليهما.

كشكول ٢٨٦: من طعن في صحابي فهو متهم على الإسلام. ومن طعن في جميع الصحابة فقد كفر


من طعن في صحابي فهو متهم على الإسلام.


ومن طعن في جميع الصحابة فقد كفر!

كشكول ٢٨٥: كن متواضعاً؛ فإنه لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر


كن متواضعاً؛ فإنه لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر!

كشكول ٢٨٤: ملزمة صغيرة في الأدلة المختلف فيها


بكذا تكلمنا على الأدلة المختلف فيها:












والله الموفق. 



ملحوظة: اجمعها كلها في ملف صغير ستشكل -بإذن الله- ملزمة صغيرة في الأدلة المختلف فيها.

كشكول ٢٨٣: سد الذرائع


سد الذرائع،

من الأدلة المختلف فيها.

قال ابن تيمية -رحمه الله-: «وَالذَّرِيعَةُ مَا كَانَ وَسِيلَةً وَطَرِيقًا إلَى الشَّيْءِ، لَكِنْ صَارَتْ فِي عُرْفِ الْفُقَهَاءِ عِبَارَةً عَمَّا أَفَضْت إلَى فِعْلٍ مُحَرَّمٍ. وَلَوْ تَجَرَّدَتْ عَنْ ذَلِكَ الْإِفْضَاءِ لَمْ يَكُنْ فِيهَا مَفْسَدَةٌ، وَلِهَذَا قِيلَ: الذَّرِيعَةُ الْفِعْلُ الَّذِي ظَاهِرُهُ أَنَّهُ مُبَاحٌ وَهُوَ وَسِيلَةٌ إلَى فِعْلِ الْمُحَرَّمِ. أَمَّا إذَا أَفْضَتْ إلَى فَسَادٍ لَيْسَ هُوَ فِعْلًا كَإِفْضَاءِ شُرْبِ الْخَمْرِ إلَى السُّكْرِ، وَإِفْضَاءِ الزِّنَا إلَى اخْتِلَاطِ الْمِيَاهِ، أَوْ كَانَ الشَّيْءُ نَفْسُهُ فَسَادًا كَالْقَتْلِ وَالظُّلْمِ، فَهَذَا لَيْسَ مِنْ هَذَا الْبَابِ، فَإِنَّا نَعْلَمُ إنَّمَا حُرِّمَتْ الْأَشْيَاءُ لِكَوْنِهَا فِي نَفْسِهَا فَسَادًا بِحَيْثُ تَكُونُ ضَرَرًا لَا مَنْفَعَةَ فِيهِ، أَوْ لِكَوْنِهَا مُفْضِيَةً إلَى فَسَادٍ، بِحَيْثُ تَكُونُ هِيَ فِي نَفْسِهَا فِيهَا مَنْفَعَةٌ، وَهِيَ مُفْضِيَةٌ إلَى ضَرَرٍ أَكْثَرَ مِنْهَا؛ فَتَحْرُمُ، فَإِنْ كَانَ ذَلِكَ الْفَسَادُ فِعْلَ مَحْظُورٍ سُمِّيَتْ ذَرِيعَةً، وَإِلَّا سُمِّيَتْ سَبَبًا وَمُقْتَضِيًا، وَنَحْوَ ذَلِكَ مِنْ الْأَسْمَاءِ الْمَشْهُورَةِ.

ثُمَّ هَذِهِ الذَّرَائِعُ إذَا كَانَتْ تُفْضِي إلَى الْمُحَرَّمِ غَالِبًا فَإِنَّهُ يُحَرِّمُهَا مُطْلَقًا.

وَكَذَلِكَ إنْ كَانَتْ قَدْ تُفْضِي، وَقَدْ لَا تُفْضِي، لَكِنَّ الطَّبْعَ مُتَقَاضٍ لِإِفْضَائِهَا.

وَأَمَّا إنْ كَانَتْ إنَّمَا تُفْضِي أَحْيَانًا: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهَا مَصْلَحَةٌ رَاجِحَةٌ عَلَى هَذَا الْإِفْضَاءِ الْقَلِيلِ، وَإِلَّا حَرَّمَهَا أَيْضًا.

ثُمَّ هَذِهِ الذَّرَائِعُ مِنْهَا مَا يُفْضِي إلَى الْمَكْرُوهِ بِدُونِ قَصْدِ فَاعِلِهَا.

وَمِنْهَا مَا تَكُونُ إبَاحَتُهَا مُفْضِيَةً لِلتَّوَسُّلِ بِهَا إلَى الْمَحَارِمِ . ... ...

وَالْغَرَضُ هُنَا أَنَّ الذَّرَائِعَ حَرَّمَهَا الشَّارِعُ، وَإِنْ لَمْ يَقْصِدْ بِهَا الْمُحَرَّمَ خَشْيَةَ إفْضَائِهَا إلَى الْمُحَرَّمِ، فَإِذَا قَصَدَ بِالشَّيْءِ نَفْسَ الْمُحَرَّمِ كَانَ أَوْلَى بِالتَّحْرِيمِ مِنْ الذَّرَائِعِ.

وَبِهَذَا التَّحْرِيرِ يَظْهَرُ عِلَّةُ التَّحْرِيمِ فِي مَسَائِلِ الْعِينَةِ وَأَمْثَالِهَا وَإِنْ لَمْ يَقْصِدْ الْبَائِعُ الرِّبَا؛ لِأَنَّ هَذِهِ الْمُعَامَلَةَ يَغْلِبُ فِيهَا قَصْدُ الرِّبَا؛ فَيَصِيرُ ذَرِيعَةً، فَيَسُدُّ هَذَا الْبَابَ؛ لِئَلَّا يَتَّخِذَهُ النَّاسُ ذَرِيعَةً إلَى الرِّبَا، وَيَقُولُ الْقَائِلُ: لَمْ أَقْصِدْ بِهِ ذَلِكَ، وَلِئَلَّا يَدْعُو الْإِنْسَانُ فِعْلَهُ مَرَّةً إلَى أَنْ يَقْصِدَ مَرَّةً أُخْرَى، وَلِئَلَّا يَعْتَقِدَ أَنَّ جِنْسَ هَذِهِ الْمُعَامَلَةِ حَلَالٌ وَلَا يُمَيِّزَ بَيْنَ الْقَصْدِ وَعَدَمِهِ، وَلِئَلَّا يَفْعَلَهَا الْإِنْسَانُ مَعَ قَصْدٍ خَفِيٍّ يَخْفَى مِنْ نَفْسِهِ عَلَى نَفْسِهِ.

وَلِلشَّرِيعَةِ أَسْرَارٌ فِي سَدِّ الْفَسَادِ وَحَسْمِ مَادَّةِ الشَّرِّ، لِعِلْمِ الشَّارِعِ مَا جُبِلتْ عَلَيْهِ النُّفُوسُ، وَبِمَا يَخْفَى عَلَى النَّاسِ مِنْ خَفِيِّ هُدَاهَا الَّذِي لَا يَزَالُ يَسْرِي فِيهَا حَتَّى يَقُودَهَا إلَى الْهَلَكَةِ؛

فَمَنْ تَحَذْلَقَ عَلَى الشَّارِعِ وَاعْتَقَدَ فِي بَعْضِ الْمُحَرَّمَاتِ أَنَّهُ إنَّمَا حُرِّمَ لِعِلَّةِ كَذَا، وَتِلْكَ الْعِلَّةُ مَقْصُودَةٌ فِيهِ، فَاسْتَبَاحَهُ بِهَذَا التَّأْوِيلِ؛ فَهُوَ ظَلُومٌ لِنَفْسِهِ، جَهُولٌ بِأَمْرِ رَبِّهِ، وَهُوَ إنْ نَجَا مِنْ الْكُفْرِ، لَمْ يَنْجُ غَالِبًا مِنْ بِدْعَةٍ، أَوْ فِسْقٍ، أَوْ قِلَّةِ فِقْهٍ فِي الدِّينِ، وَعَدَمِ بَصِيرَةٍ»اهـ(الفتاوى الكبرى لابن تيمية 6/ 172- 174) باختصار).

قال ابن قيم الجوزية -رحمه الله- (إعلام الموقعين 3/159): «باب سد الذرائع أحد أرباع التكليف؛ فإنه أمر ونهي.

والأمر نوعان:


أحدهما: مقصود لنفسه.

والثاني: وسيلة إلى المقصود.

والنهي نوعان:

أحدهما: ما يكون المنهى عنه مفسدة في نفسه.

والثاني: ما يكون وسيلة إلى المفسدة؛

فصار سد الذرائع المفضية إلى الحرام أحد أرباع الدين»اهـ.

وقال: «لَمَّا كَانَتْ الْمَقَاصِدُ لَا يُتَوَصَّلُ إلَيْهَا إلَّا بِأَسْبَابٍ وَطُرُقٍ تُفْضِي إلَيْهَا كَانَتْ طُرُقُهَا وَأَسْبَابُهَا تَابِعَةً لَهَا مُعْتَبَرَةً بِهَا؛

فَوَسَائِلُ الْمُحَرَّمَاتِ وَالْمَعَاصِي فِي كَرَاهَتِهَا وَالْمَنْعِ مِنْهَا بِحَسَبِ إفْضَائِهَا إلَى غَايَاتِهَا وَارْتِبَاطَاتِهَا بِهَا.

وَوَسَائِلُ الطَّاعَاتِ وَالْقُرُبَاتِ فِي مَحَبَّتِهَا وَالْإِذْنِ فِيهَا بِحَسَبِ إفْضَائِهَا إلَى غَايَتِهَا؛

فَوَسِيلَةُ الْمَقْصُودِ تَابِعَةٌ لِلْمَقْصُودِ، وَكِلَاهُمَا مَقْصُودٌ، لَكِنَّهُ مَقْصُودٌ قَصْدَ الْغَايَاتِ  وَهِيَ مَقْصُودَةٌ قَصْدَ الْوَسَائِلِ؛

فَإِذَا حَرَّمَ الرَّبُّ تَعَالَى شَيْئًا وَلَهُ طُرُقٌ وَوَسَائِلُ تُفْضِي إلَيْهِ فَإِنَّهُ يُحَرِّمُهَا وَيَمْنَعُ مِنْهَا؛ تَحْقِيقًا لِتَحْرِيمِهِ، وَتَثْبِيتًا لَهُ، وَمَنْعًا أَنْ يُقْرَبَ حِمَاهُ، وَلَوْ أَبَاحَ الْوَسَائِلَ وَالذَّرَائِعَ الْمُفْضِيَةَ إلَيْهِ لَكَانَ ذَلِكَ نَقْضًا لِلتَّحْرِيمِ، وَإِغْرَاءً لِلنُّفُوسِ بِهِ، وَحِكْمَتُهُ تَعَالَى وَعِلْمُهُ يَأْبَى ذَلِكَ كُلَّ الْإِبَاءِ. بَلْ سِيَاسَةُ مُلُوكِ الدُّنْيَا تَأْبَى ذَلِكَ؛ فَإِنَّ أَحَدَهُمْ إذَا مَنَعَ جُنْدَهُ أَوْ رَعِيَّتَهُ أَوْ أَهْلَ بَيْتِهِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ أَبَاحَ لَهُمْ الطُّرُقَ وَالْأَسْبَابَ وَالذَّرَائِعَ الْمُوَصِّلَةَ إلَيْهِ لَعُدَّ مُتَنَاقِضًا، وَلَحَصَلَ مِنْ رَعِيَّتِهِ وَجُنْدِهِ ضِدُّ مَقْصُودِهِ.

وَكَذَلِكَ الْأَطِبَّاءُ إذَا أَرَادُوا حَسْمَ الدَّاءِ مَنَعُوا صَاحِبَهُ مِنْ الطُّرُقِ وَالذَّرَائِعِ الْمُوَصِّلَةِ إلَيْهِ، وَإِلَّا فَسَدَ عَلَيْهِمْ مَا يَرُومُونَ إصْلَاحَهُ.

فَمَا الظَّنُّ بِهَذِهِ الشَّرِيعَةِ الْكَامِلَةِ الَّتِي هِيَ فِي أَعْلَى دَرَجَاتِ الْحِكْمَةِ وَالْمَصْلَحَةِ وَالْكَمَالِ؟

وَمَنْ تَأَمَّلَ مَصَادِرَهَا وَمَوَارِدَهَا؛ عَلِمَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى وَرَسُولَهُ سَدَّ الذَّرَائِعَ الْمُفْضِيَةَ إلَى الْمَحَارِمِ بِأَنْ حَرَّمَهَا وَنَهَى عَنْهَا.

وَالذَّرِيعَةُ: مَا كَانَ وَسِيلَةً وَطَرِيقًا إلَى الشَّيْءِ.

وَلَا بُدَّ مِنْ تَحْرِيرِ هَذَا الْمَوْضِعِ قَبْلَ تَقْرِيرِهِ؛ لِيَزُولَ الِالْتِبَاسُ فِيهِ، فَنَقُولُ:

الْفِعْلُ أَوْ الْقَوْلُ الْمُفْضِي إلَى الْمَفْسَدَةِ قِسْمَانِ:

أَحَدُهُمَا: أَنْ يَكُونَ وَضْعُهُ لِلْإِفْضَاءِ إلَيْهَا،  كَشُرْبِ الْمُسْكِرِ الْمُفْضِي إلَى مَفْسَدَةِ السُّكْرِ، وَكَالْقُذُفِ الْمُفْضِي إلَى مَفْسَدَةِ الْفِرْيَةِ، وَالزِّنَا الْمُفْضِي إلَى اخْتِلَاطِ الْمِيَاهِ وَفَسَادِ الْفِرَاشِ، وَنَحْوِ ذَلِكَ؛ فَهَذِهِ أَفْعَالٌ وَأَقْوَالٌ وُضِعَتْ مُفْضِيَةً لِهَذِهِ الْمَفَاسِدِ وَلَيْسَ لَهَا ظَاهِرٌ غَيْرُهَا.

وَالثَّانِي: أَنْ تَكُونَ مَوْضُوعَةً لِلْإِفْضَاءِ إلَى أَمْرٍ جَائِزٍ أَوْ مُسْتَحَبٍّ، فَيُتَّخَذَ وَسِيلَةً إلَى الْمُحَرَّمِ إمَّا بِقَصْدِهِ أَوْ بِغَيْرِ قَصْدٍ مِنْهُ؛

فَالْأَوَّلُ كَمَنْ يَعْقِدُ النِّكَاحَ قَاصِدًا بِهِ التَّحْلِيلَ، أَوْ يَعْقِدُ الْبَيْعَ قَاصِدًا بِهِ الرِّبَا، أَوْ يُخَالِعُ قَاصِدًا بِهِ الْحِنْثَ، وَنَحْوِ ذَلِكَ.

وَالثَّانِي كَمَنْ يُصَلِّي تَطَوُّعًا بِغَيْرِ سَبَبٍ فِي أَوْقَاتِ النَّهْيِ، أَوْ يَسُبُّ أَرْبَابَ الْمُشْرِكِينَ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ، أَوْ يُصَلِّي بَيْنَ يَدَيْ الْقَبْرِ لِلَّهِ، وَنَحْوِ ذَلِكَ.

ثُمَّ هَذَا الْقِسْمُ مِنْ الذَّرَائِعِ نَوْعَانِ:

أَحَدُهُمَا: أَنْ تَكُونَ مَصْلَحَةُ الْفِعْلِ أَرْجَحَ مِنْ مَفْسَدَتِهِ.

وَالثَّانِي: أَنْ تَكُونَ مَفْسَدَتُهُ رَاجِحَةً عَلَى مَصْلَحَتِهِ.

فَهَاهُنَا أَرْبَعَةُ أَقْسَامٍ:

الْأَوَّلُ: وَسِيلَةٌ مَوْضُوعَةٌ لِلْإِفْضَاءِ إلَى الْمَفْسَدَةِ.

الثَّانِي: وَسِيلَةٌ مَوْضُوعَةٌ لِلْمُبَاحِ قُصِدَ بِهَا التَّوَسُّلُ إلَى الْمَفْسَدَةِ.

الثَّالِثُ: وَسِيلَةٌ مَوْضُوعَةٌ لِلْمُبَاحِ لَمْ يُقْصَدْ بِهَا التَّوَسُّلُ إلَى الْمَفْسَدَةِ لَكِنَّهَا مُفْضِيَةٌ إلَيْهَا غَالِبًا وَمَفْسَدَتُهَا أَرْجَحُ مِنْ مَصْلَحَتِهَا.

الرَّابِعُ: وَسِيلَةٌ مَوْضُوعَةٌ لِلْمُبَاحِ وَقَدْ تُفْضِي إلَى الْمَفْسَدَةِ وَمَصْلَحَتُهَا أَرْجَحُ مِنْ مَفْسَدَتِهَا.

فَمِثَالُ الْقِسْمِ الْأَوَّلِ وَالثَّانِي قَدْ تَقَدَّمَ.

وَمِثَالُ الثَّالِثِ:  الصَّلَاةُ فِي أَوْقَاتِ النَّهْيِ، وَمَسَبَّةُ آلِهَةِ الْمُشْرِكِينَ بَيْنَ ظَهْرَانِيهِمْ، وَتَزَيُّنُ الْمُتَوَفَّى عَنْهَا فِي زَمَنِ عِدَّتِهَا، وَأَمْثَالُ ذَلِكَ.

وَمِثَالُ الرَّابِعِ: النَّظَرُ إلَى الْمَخْطُوبَةِ، وَالْمُسْتَامَةِ، وَالْمَشْهُودِ عَلَيْهَا، وَمَنْ يَطَؤُهَا وَيُعَامِلُهَا، وَفِعْلُ ذَوَاتِ الْأَسْبَابِ فِي أَوْقَاتِ النَّهْيِ، وَكَلِمَةُ الْحَقِّ عِنْدَ ذِي سُلْطَانٍ جَائِرٍ، وَنَحْوُ ذَلِكَ؛ فَالشَّرِيعَةُ جَاءَتْ بِإِبَاحَةِ هَذَا الْقِسْمِ، أَوْ اسْتِحْبَابِهِ، أَوْ إيجَابِهِ بِحَسَبِ دَرَجَاتِهِ فِي الْمَصْلَحَةِ، وَجَاءَتْ بِالْمَنْعِ مِنْ الْقِسْمِ الْأَوَّلِ كَرَاهَةً أَوْ تَحْرِيمًا بِحَسَبِ دَرَجَاتِهِ فِي الْمَفْسَدَةِ، بَقِيَ النَّظَرُ فِي الْقِسْمَيْنِ الْوَسَطِ: هَلْ هُمَا مِمَّا جَاءَتْ الشَّرِيعَةُ بِإِبَاحَتِهِمَا أَوْ الْمَنْعِ مِنْهُمَا؟

فَنَقُولُ:

الدَّلَالَةُ عَلَى الْمَنْعِ مِنْ وُجُوهٍ:

الْوَجْهُ الْأَوَّلُ: قَوْله تَعَالَى: {وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ}؛ فَحَرَّمَ اللَّهُ تَعَالَى سَبَّ آلِهَةِ الْمُشْرِكِينَ -مَعَ كَوْنِ السَّبِّ غَيْظًا وَحَمِيَّةً لِلَّهِ وَإِهَانَةً لِآلِهَتِهِمْ- لِكَوْنِهِ ذَرِيعَةً إلَى سَبِّهِمْ اللَّهَ تَعَالَى، وَكَانَتْ مَصْلَحَةُ تَرْكِ مَسَبَّتِهِ تَعَالَى أَرْجَحَ مِنْ مَصْلَحَةِ سَبِّنَا لِآلِهَتِهِمْ، وَهَذَا كَالتَّنْبِيهِ بَلْ كَالتَّصْرِيحِ عَلَى الْمَنْعِ مِنْ الْجَائِزِ؛ لِئَلَّا يَكُونَ سَبَبًا فِي فِعْلِ مَا لَا يَجُوزُ.

الْوَجْهُ الثَّانِي: قَوْله تَعَالَى: {وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ}، فَمَنَعَهُنَّ مِنْ الضَّرْبِ بِالْأَرْجُلِ وَإِنْ كَانَ جَائِزًا فِي نَفْسِهِ؛ لِئَلَّا يَكُونَ سَبَبًا إلَى سَمْعِ الرِّجَالِ صَوْتَ الْخَلْخَالِ؛ فَيُثِيرُ ذَلِكَ دَوَاعِيَ الشَّهْوَةِ مِنْهُمْ إلَيْهِنَّ.

الْوَجْهُ الثَّالِثُ: قَوْله تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمْ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَاَلَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ} الْآيَةَ - أَمَرَ تَعَالَى مَمَالِيكَ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ لَمْ يَبْلُغْ مِنْهُمْ الْحُلُمَ أَنْ يَسْتَأْذِنُوا عَلَيْهِمْ فِي هَذِهِ الْأَوْقَاتِ الثَّلَاثَةِ؛ لِئَلَّا يَكُونَ دُخُولُهُمْ هَجْمًا بِغَيْرِ اسْتِئْذَانٍ فِيهَا ذَرِيعَةٌ إلَى اطِّلَاعِهِمْ عَلَى عَوْرَاتِهِمْ وَقْتَ إلْقَاءِ ثِيَابِهِمْ عِنْدَ الْقَائِلَةِ وَالنَّوْمِ وَالْيَقِظَةِ، وَلَمْ يَأْمُرْهُمْ بِالِاسْتِئْذَانِ فِي غَيْرِهَا، وَإِنْ أَمْكَنَ فِي تَرْكِهِ هَذِهِ الْمَفْسَدَةِ لِنُدُورِهَا وَقِلَّةِ الْإِفْضَاءِ إلَيْهَا فَجُعِلَتْ كَالْمُقَدَّمَةِ.

الْوَجْهُ الرَّابِعُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا اُنْظُرْنَا} نَهَاهُمْ سُبْحَانَهُ أَنْ يَقُولُوا هَذِهِ الْكَلِمَةَ -مَعَ قَصْدِهِمْ بِهَا الْخَيْرَ-؛ لِئَلَّا يَكُونَ قَوْلُهُمْ ذَرِيعَةً إلَى التَّشَبُّهِ بِالْيَهُودِ فِي أَقْوَالِهِمْ وَخِطَابِهِمْ؛ فَإِنَّهُمْ كَانُوا يُخَاطِبُونَ بِهَا النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَيَقْصِدُونَ بِهَا السَّبَّ، وَيَقْصِدُونَ فَاعِلًا مِنْ الرُّعُونَةِ؛ فَنَهَى الْمُسْلِمُونَ عَنْ قَوْلِهَا؛ سَدًّا لِذَرِيعَةِ الْمُشَابَهَةِ، وَلِئَلَّا يَكُونَ ذَلِكَ ذَرِيعَةً إلَى أَنْ يَقُولَهَا الْيَهُودُ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَشَبُّهًا بِالْمُسْلِمِينَ يَقْصِدُونَ بِهَا غَيْرَ مَا يَقْصِدُهُ الْمُسْلِمُونَ.

الْوَجْهُ الْخَامِسُ:  قَوْله تَعَالَى لِكَلِيمِهِ مُوسَى وَأَخِيهِ هَارُونَ: {اذْهَبَا إلَى فِرْعَوْنَ إنَّهُ طَغَى فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} فَأَمَرَ تَعَالَى أَنْ يُلِينَا الْقَوْلَ لِأَعْظَمِ أَعْدَائِهِ، وَأَشَدِّهِمْ كُفْرًا، وَأَعْتَاهُمْ عَلَيْهِ؛ لِئَلَّا يَكُونَ إغْلَاظُ الْقَوْلِ لَهُ مَعَ أَنَّهُ حَقِيقٌ بِهِ ذَرِيعَةً إلَى تَنْفِيرِهِ وَعَدَمِ صَبْرِهِ لِقِيَامِ الْحُجَّةِ، فَنَهَاهُمَا عَنْ الْجَائِزِ؛ لِئَلَّا يَتَرَتَّبَ عَلَيْهِ مَا هُوَ أَكْرَهُ إلَيْهِ تَعَالَى.

الْوَجْه السَّادِسُ:  أَنَّهُ تَعَالَى نَهَى الْمُؤْمِنِينَ فِي مَكَّةَ عَنْ الِانْتِصَارِ بِالْيَدِ، وَأَمَرَهُمْ بِالْعَفْوِ وَالصَّفْحِ؛ لِئَلَّا يَكُونَ انْتِصَارُهُمْ ذَرِيعَةً إلَى وُقُوعِ مَا هُوَ أَعْظَمُ مَفْسَدَةً مِنْ مَفْسَدَةِ الْإِغْضَاءِ وَاحْتِمَالِ الضَّيْمِ، وَمَصْلَحَةُ حِفْظِ نُفُوسِهِمْ وَدِينِهِمْ وَذُرِّيَّتِهِمْ رَاجِحَةٌ عَلَى مَصْلَحَةِ الِانْتِصَارِ وَالْمُقَابَلَةِ.

الْوَجْهُ السَّابِعُ: أَنَّهُ تَعَالَى نَهَى عَنْ الْبَيْعِ وَقْتَ نِدَاءِ الْجُمُعَةِ؛ لِئَلَّا يُتَّخَذَ ذَرِيعَةً إلَى التَّشَاغُلِ بِالتِّجَارَةِ عَنْ حُضُورِهَا» اهـ.

... وتابع فذكر تسعاً وتسعين وجهاً يدل على سد الذرائع (أعلام الموقعين 3/135- 159)).


كشكول ٢٨٢: الرسول -صلى الله عليه وسلم- فسر جميع القرآن, وعلمه منه الصحابة


الرسول -صلى الله عليه وسلم- فسر جميع القرآن, وعلمه منه الصحابة.

ما مات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا وقد بين للصحابة القرآن جميعه، وفهموا منه معانيه؛ 

ودليل ذلك أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد أمره الله ببيان القرآن الكريم قال جل وعلا: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}.(النحل:44).

وبيان الرسول -صلى الله عليه وسلم-:

- تارة بذكر الآية، وبيان معناها.

- وتارة بذكر ما يتعلق بالآية من غير ذكرها، فمثلاً ما جاء عنه في نصاب السرقة، وما يتعلق بالحد، هو تفسير لآية: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }. (المائدة:38).

- وتارة بالهدي العام، كما قالت عائشة -رضي الله عنها-: «كان خلقه القرآن».

فالرسول -صلى الله عليه وسلم- قد قام بما أمر به.

والصحابة ما كانوا يفرطون في سؤال الرسول -صلى الله عليه وسلم- عما لم يعلموه من القرآن الكريم. قَالَ شيخُ الإسلاَم ابنُ تَيميَّة -رحمه الله-: «و منَ المَعلُوم أنَّ كُلَّ كَلاَمٍ فَالمَقصُود منهُ فَهمُ مَعَانِيه دُون مُجرَّد ألفَاظه؛ فالقُرآنُ أولَى بذَلك، وأيضاً فالعَادَةُ تَمنعُ أن يَقرَأ قومٌ كتَاباً فِي فنٍّ من العِلم كالطِّبِّ والحِسَاب ولاَ يَستَشرِحُوه، فَكَيفَ بكتَاب اللهِ الذِي هُو عِصمَتُهم، وبه نَجَاتُهُم، وسَعَادَتُهم، وقِيَامُ دِينهِم ودُنيَاهُم؟!» اهـ. ((مَجموع الفتاوى)(332/13).).

وكان القرآن عندهم على أربعة أنحاء:

- ما لا يعلم تأويله إلا الله، مثل: كيفية صفاته -سبحانه وتعالى-، وما أبهم في القرآن وأخبر أنه لا يعلمه إلا هو -سبحانه وتعالى-.

- ما يعلم من لغة العرب، والصحابة هم أهل اللغة.

- ما يعلم بالرجوع إلى أهل العلم، والصحابة ما كانوا ليقصروا في سؤاله -صلى الله عليه وسلم- والرجوع إليه فيما يشكل عليهم.

- ما لا يعذر أحد بجهله.

فتحصل أن الصحابة قد علموا جميع معاني القرآن الكريم من الرسول -صلى الله عليه وسلم-.

حتى فيما اجتهدوا فيه من تفسير القرآن فهو اجتهاد مبني على المعنى الذي فهموه عن الرسول -صلوات ربي وسلامه عليه-؛ لذلك كان تفسيرهم للقرآن عند أئمة الحديث من قبيل المرفوع حكماً. لكنه في تصانيفهم الحديثية لا يدخلونه في المساند، إنما يجعلونه في كتب الآثار.


والله الموفق.

ليس من منهج السلف ٢٠: العمل قبل العلم


ليس من منهج السلف:

العمل قبل العلم، إنما كانوا يبدأون بالعلم قبل العمل، قال تعالى: {فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين}. (محمد:19).

ليس من منهج السلف ١٩: معارضة حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- بقول: «لم»


ليس من منهج السلف:

معارضة حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- بقول: «لم».

كشكول ٢٨١: أنا طالب علم، وأفتخر بذلك. لست مفتيًا. ولا أعمل في الإفتاء


أنا طالب علم، وأفتخر بذلك.

لست مفتيًا.

ولا أعمل في الإفتاء.

هناك جهات مسؤولة عنه.

ومشايخ أوكل إليهم ولاة أمرنا ذلك.


وأنا أقدر حاجة الإخوة إلى الفتاوى، ولكن الرجوع إلى أهل الفتوى الذين وكلهم ولي الأمر بذلك هو الأصل، وكذا الرجوع إلى العلماء وطلاب العلم في بلادكم؛ أيسر وأقرب إلى معرفة واقع المستفتي. والله الموفق.

كشكول ٢٨٠: الإكثار من الاستماع للقصاص والوعاظ يضيع العمر بدون فائدة


الإكثار من الاستماع للقصاص والوعاظ يضيع العمر بدون فائدة.

دقائق تجلسها تستمع لعالم؛

كيف تتوضأ. 

كيف تصلي. 

كيف تصوم.

كيف تحج. 

كيف تبر والديك. 

كيف تربي أبناءك؛

تنفعك طول حياتك بعد المجلس.

والقصص والوعظ تثير عواطفك في المجلس ثم إذا خرجت لم تر شيئاً.


نعم استمع للواعظ السني... ولا تجعل كل وقتك مواعظ بدون علم.

ليس من منهج السلف ١٨: عدم الرضا بالقدر خيره وشره، ووصف القدر بالشر بالنسبة إلى العبد


ليس من منهج السلف:

عدم الرضا بالقدر خيره وشره، ووصف القدر بالشر بالنسبة إلى العبد؛ فإنه ليس في أفعال الله شر. كما قال -صلى الله عليه وسلم- في دعائه في صلاته «والشر ليس إليك».