السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الجمعة، 31 أكتوبر 2014

قال وقلت ٢٥: الرد على استدلال الخوارج بحديث «جئتكم بالذبح» على القتل بالذبح بالطريقة البشعة التي ينشرون مقاطعها



قال: «نرجو منكم الرد على استدلال الخوارج بحديث «جئتكم بالذبح» على القتل بالذبح بالطريقة البشعة التي ينشرون مقاطعها -بارك الله فيكم ونفع بكم-».

قلت: يفسر هدا الحديث قوله -صلى الله عليه وسلم-: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا اله الا الله، فإذا قالوها، عصموا مني دماءهم، وأموالهم، إلا بحقها». فالمراد أنه جاء بجهاد المشركين حتى يؤمنوا. وبينت آيات أخرى أن أهل الكتاب يخيروا بين أن يسلموا أو يدفعوا الجزية عن يد وهم صاغرون.
المقصود: أن المراد بالحديث قتال المشركين. وهؤلاء يستعملونه في قتال المسلمين الذين يشهدون أن لا إله الا الله. ثم حتى في قتال المشركين، لم يكن -صلى الله عليه وسلم- يقتل أي أحد، إنما كان يقاتل المقاتلين، وأمر باجتناب النساء، والضعفاء، والشيوخ، والأطفال، بخلاف ما يصنعه هؤلاء. والرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول عن نفسه: «إنما أنا رحمة مهداة». فأين حاله -صلوات ربي وسلامه عليه- من حال هؤلاء. والله المستعان.

والحديث؛

أخرجه أحمد في المسند ((١١/ ٦٠٩)، حديث رقم: (٧٠٣٦) الرسالة) وحسنه محققو المسند.

لفظه: 

عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: «قلت له: «ما أكثر ما رأيت قريشًا أصابت من رسول الله -صلى الله عليه و سلم- فيما كانت تظهر من عداوته» 

قال: «حضرتهم وقد اجتمع أشرافهم يومًا في الحجر، فذكروا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-

فقالوا: «ما رأينا مثل ما صبرنا عليه من هذا الرجل قط، سفه أحلامنا، وشتم آباءنا، وعاب ديننا، وفرق جماعتنا، وسب آلهتنا. لقد صبرنا منه على أمر عظيم -أو كما قالوا-».

قال: «فبينما هم كذلك إذ طلع عليهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأقبل يمشي حتى استلم الركن، ثم مر بهم طائفًا بالبيت، فلما أن مر بهم غمزوه ببعض ما يقول»، قال: «فعرفت ذلك في وجهه. ثم مضى فلما مر بهم الثانية غمزوه بمثلها، فعرفت ذلك في وجهه. ثم مضى ثم مر بهم الثالثة، فغمزوه بمثلها 

فقال: «تسمعون يا معشر قريش، أما والذي نفس محمد بيده، لقد جئتكم بالذبح». 

فأخذت القوم كلمته، حتى ما منهم رجل إلا كأنما على رأسه طائر واقع، حتى أن أشدهم فيه وصاه قبل ذلك ليرفأه بأحسن ما يجد من القول، حتى أنه ليقول: «انصرف يا أبا القاسم، انصرف راشدًا فوالله ما كنت جهولاً ».

قال: «فانصرف رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، حتى إذا كان الغد اجتمعوا في الحجر وأنا معهم،

فقال بعضهم لبعض: «ذكرتم ما بلغ منكم، وما بلغكم عنه، حتى إذا بادأكم بما تكرهون تركتموه». فبينما هم في ذلك، إذ طلع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ فوثبوا إليه وثبة رجل واحد، فأحاطوا به يقولون له: «أنت الذي تقول كذا وكذا» لما كان يبلغهم عنه من عيب آلهتهم ودينهم.

قال: «فيقول، رسول الله -صلى الله عليه و سلم-: «نعم أنا الذي أقول ذلك».».

قال: «فلقد رأيت رجلاً منهم أخذ بمجمع ردائه »،


قال: «وقام أبو بكر الصديق -رضي الله تعالى- عنه دونه يقول وهو يبكى: {أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله} ثم انصرفوا عنه؛ فإن ذلك لأشد ما رأيت قريشًا بلغت منه قط».