السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الجمعة، 16 يناير 2015

كشكول ٥٦١: انتبه! ليس لك أن تقتل من يسب الرسول -صلى الله عليه وسلم-، إنما ترفع أمره إلى الإمام، فهو الذي يتولى إقامة الحدود!


انتبه! ليس لك أن تقتل من يسب الرسول -صلى الله عليه وسلم-، إنما ترفع أمره إلى الإمام، فهو الذي يتولى إقامة الحدود!
وإلا فإن بعض الناس سيقتل من يريد قتله، ويقول سمعته يسب الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
فإن قيل: أخرج أبو داود تحت رقم: (4361) وصححه الألباني والأرنؤوط عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: «حَدَّثَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ، أَنَّ أَعْمَى كَانَتْ لَهُ أُمُّ وَلَدٍ تَشْتُمُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَتَقَعُ فِيهِ، فَيَنْهَاهَا، فَلَا تَنْتَهِي، وَيَزْجُرُهَا فَلَا تَنْزَجِرُ». قَالَ: «فَلَمَّا كَانَتْ ذَاتَ لَيْلَةٍ، جَعَلَتْ تَقَعُ فِي النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَتَشْتُمُهُ، فَأَخَذَ الْمِغْوَلَ فَوَضَعَهُ فِي بَطْنِهَا، وَاتَّكَأَ عَلَيْهَا فَقَتَلَهَا، فَوَقَعَ بَيْنَ رِجْلَيْهَا طِفْلٌ، فَلَطَّخَتْ مَا هُنَاكَ بِالدَّمِ، فَلَمَّا أَصْبَحَ ذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَجَمَعَ النَّاسَ فَقَالَ: «أَنْشُدُ اللَّهَ رَجُلًا فَعَلَ مَا فَعَلَ لِي عَلَيْهِ حَقٌّ إِلَّا قَامَ»، فَقَامَ الْأَعْمَى يَتَخَطَّى النَّاسَ وَهُوَ يَتَزَلْزَلُ حَتَّى قَعَدَ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ: «يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَا صَاحِبُهَا، كَانَتْ تَشْتُمُكَ، وَتَقَعُ فِيكَ، فَأَنْهَاهَا فَلَا تَنْتَهِي، وَأَزْجُرُهَا، فَلَا تَنْزَجِرُ، وَلِي مِنْهَا ابْنَانِ مِثْلُ اللُّؤْلُؤَتَيْنِ، وَكَانَتْ بِي رَفِيقَةً، فَلَمَّا كَانَ الْبَارِحَةَ جَعَلَتْ تَشْتُمُكَ، وَتَقَعُ فِيكَ، فَأَخَذْتُ الْمِغْوَلَ فَوَضَعْتُهُ فِي بَطْنِهَا، وَاتَّكَأْتُ عَلَيْهَا حَتَّى قَتَلْتُهَا». فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «أَلَا اشْهَدُوا أَنَّ دَمَهَا هَدَرٌ»!».
فالجواب:

هذا محمول على أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد علم صدقه بالوحي، قال في عون المعبود (12/ 11): «لَعَلَّهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلِمَ بِالْوَحْيِ صِدْقَ قَوْلِهِ، وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الذِّمِّيَّ إِذَا لَمْ يَكُفَّ لِسَانَهُ عَنِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَلَا ذِمَّةَ لَهُ؛ فَيَحِلُّ قَتْلُهُ، قَالَهُ السِّنْدِيُّ قَالَ الْمُنْذِرِيُّ وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ فِيهِ أَنَّ سَابَّ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُقْتَلُ، وَقَدْ قِيلَ إِنَّهُ لَا خِلَافَ فِي أَنَّ سَابَّهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَجِبُ قَتْلُهُ، وَإِنَّمَا الْخِلَافُ إِذَا كَانَ ذِمِّيًّا؛ فَقَالَ الشَّافِعِيُّ: «يُقْتَلُ، وَتَبْرَأُ مِنْهُ الذِّمَّةُ» وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: «لَا يُقْتَلُ، مَا هُمْ عَلَيْهِ مِنَ الشِّرْكِ أَعْظَمُ». وَقَالَ مَالِكٌ: «مَنْ شَتَمَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى قُتِلَ، إِلَّا أَنْ يُسْلِمَ». انْتَهَى كَلَامُ الْمُنْذِرِيِّ»اهـ.