السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الأحد، 15 مارس 2015

استنباطات ٣٩: مناسبة ختم سورة الطلاق بقوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ...}



مناسبة ختم سورة الطلاق بقوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً} (الطلاق:12). هذه الآية صرحت بأن الأراضين سبع مثل السموات. لمّا قدّم الله -تبارك وتعالى- ما يتعلق بأحكام الطلاق والنفقة على الولد وهو في بطن أمه، ثم لما يولد ويحتاج إلى الرضاعة، وبيّن عدد الطلاق قبل ذلك، وعقب مؤكدًا خطورة الإعراض عن شرع الله وأمره، في الأسرة التي منها تتكون القرية، فذكر حال القرى التي لم تؤمن بأمر ربها، وكان عاقبة أمرها خسرا، وقابل بين حال ومآل أهل الطاعة وأهل المعصية، ناسب أن يختم السورة ببيان تدبير الله للكون جميعه، بكل تفاصيله، وأن أوامر الله الكونية تتنزل منه سبحانه وتعالى، فهو سبحانه الذي يدبر أمر الخلق في سمواته السبع والأراضين السبع، فما بالك بتدبير أمر الأسرة في ارتباطها بعقدة النكاح، وفي انفصالها بحل رباط عقدة النكاح! فإنه سبحانه قد أحاط بكل شيء علماً.