السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الخميس، 28 مايو 2015

سؤال وجواب ١٩٥: قام بعض الناس بالكلام على شيخ ابن تيمية والكلام في السلفية



سؤال:
«أرجو منك أن تعينني على فهم كلام الشيخ؛ فقد قام بعض الناس بالكلام على شيخ ابن تيمية والكلام في السلفية. فقال لي أحدهم بأن ابن تيمية قال في كتابهِ بيانُ تَلبِيس الجهمية: (1/568) نقلاً عن الدارمي موافقًا له: «ولو قد شاءَ لاستقَرّ على ظَهر بعُوضَة فاستقَلّت به بقُدرتِه ولُطْفِ ربُوبيتِه فكيف على عرشٍ عظِيم». أود أن أعرف هل يمكننا أن نضرب أمثلة كهذه أم لا؟ وكيف نفهمها؟».

الجواب:
ينبغي أن يفرق طالب العلم بين كلام العالم في محل التقرير، وكلامه في محل البحث والشرح؛
فالأول: هو الذي ينقل، وهو المعتمد.
والثاني: يستفاد منه في فهم المعنى المراد؛ لأن العالم إنما يقوله بحثاً.
والدارمي في رده على بشر المريسي، احتاج إلى بحث وشرح بعض الأمور، من ذلك ما ذكرته في سؤالك؛ فإنه يريد أن يبين أن الله مستو على عرشه، بائن عن خلقه، وأنه مستغن عن العرش، غير محتاج إليه؛ هذا فيما يظهر لي أنه مقصود الدارمي، ولكن أهل التشغيب والضلالة يأتون إلى مثل هذه المواضع، ويشغبون على أهل السنة، ولا ينظرون إلى المراد منها، والسياق الذي جاءت فيه!
فالمعنى المقرر هو استغناء الله عن العرش، وأنه في استوائه عليه غير محتاج إليه. بل العرش تحمله الملائكة كما قال -تبارك وتعالى-: {وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ}. (الحاقة: 17).
والله الموفق.