السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الخميس، 28 مايو 2015

كشكول ٩٦٣: كلنا شيعة أهل البيت!



كلنا شيعة أهل البيت.

يتوهم بعض الناس أن مجرد اسم الشيعة أو إعلان محبة آل البيت أو أنه من شيعتهم أن ذلك بدعة، وأنه ضلالة، وأن أهل السنة لا يقررون ذلك.
وهذا خلاف الواقع.
بل أهل السنة يحبون أهل البيت ويتولونهم؛ امتثالا لوصية الرسول -صلى الله عليه وسلم-؛
أخرج مسلم في صحيحه تحت رقم: (2408)  قال يَزِيدُ بْنُ حَيَّانَ: «انْطَلَقْتُ أَنَا وَحُصَيْنُ بْنُ سَبْرَةَ، وَعُمَرُ بْنُ مُسْلِمٍ، إِلَى زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، فَلَمَّا جَلَسْنَا إِلَيْهِ قَالَ لَهُ حُصَيْنٌ : «لَقَدْ لَقِيتَ يَا زَيْدُ خَيْرًا كَثِيرًا، رَأَيْتَ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَسَمِعْتَ حَدِيثَهُ، وَغَزَوْتَ مَعَهُ، وَصَلَّيْتَ خَلْفَهُ.
لَقَدْ لَقِيتَ يَا زَيْدُ خَيْرًا كَثِيرًا، حَدِّثْنَا يَا زَيْدُ مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-».
قَالَ: «يَا ابْنَ أَخِي وَاللَّهِ لَقَدْ كَبِرَتْ سِنِّي، وَقَدُمَ عَهْدِي، وَنَسِيتُ بَعْضَ الَّذِي كُنْتُ أَعِي مِنْ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَمَا حَدَّثْتُكُمْ فَاقْبَلُوا، وَمَا لاَ، فَلاَ تُكَلِّفُونِيهِ».
ثُمَّ قَالَ : «قَامَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمًا فِينَا خَطِيبًا، بِمَاءٍ يُدْعَى خُمًّا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَوَعَظَ وَذَكَّرَ،
ثُمَّ قَالَ:
«أَمَّا بَعْدُ،
أَلاَ أَيُّهَا النَّاسُ فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ رَسُولُ رَبِّي فَأُجِيبَ، وَأَنَا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ:
أَوَّلُهُمَا كِتَابُ اللهِ فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ فَخُذُوا بِكِتَابِ اللهِ، وَاسْتَمْسِكُوا بِهِ»؛ فَحَثَّ عَلَى كِتَابِ اللهِ وَرَغَّبَ فِيهِ.
ثُمَّ قَالَ: «وَأَهْلُ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي».
فَقَالَ لَهُ حُصَيْنٌ: «وَمَنْ أَهْلُ بَيْتِهِ يَا زَيْدُ؟ أَلَيْسَ نِسَاؤُهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ؟».
قَالَ: «نِسَاؤُهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، وَلَكِنْ أَهْلُ بَيْتِهِ مَنْ حُرِمَ الصَّدَقَةَ بَعْدَهُ».
قَالَ: «وَمَنْ هُمْ؟».
قَالَ: «هُمْ آلُ عَلِيٍّ، وَآلُ عَقِيلٍ، وَآلُ جَعْفَرٍ، وَآلُ عَبَّاسٍ».
قَالَ: «كُلُّ هَؤُلاَءِ حُرِمَ الصَّدَقَةَ؟».
قَالَ: «نَعَمْ».
والتشيع المذموم عند أهل السنة والجماعة مراتب؛
- فمن اعتقد أن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أفضل من الشيخين أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما-، فهذا عند أهل السنة تشيع مذموم.
 -من اعتقد أن علياً -رضي الله عنه- أفضل من عثمان -رضي الله عنه-، فهذا عند أهل السنة تشيع مذموم.
- من اعتقد الطعن في جميع الصحابة إلا آل البيت، فهذا عند أهل السنة مذموم.
- من اعتقد الطعن في زوجات الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فهذا عند أهل السنة مذموم.
- من اعتقد أن جبريل ضل بالرسالة والوحي؛ فنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم- بدلاً من علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، فهذا تشيع مذموم.
- من اعتقد عصمة آل البيت، فهذا تشيع مذموم.
- من اعتقد أن الإمام في آل البيت في الأئمة الاثنى عشر على الخصوص، فهذا تشيع مذموم.
- من اعتقد أن أبا بكر وعمر وعثمان -رضي الله عنهم- أخفوا من القرآن العظيم ما يتعلق بولاية علي بن أبي طالب -رضي الله عنه، فهذا عند أهل السنة تشيع مذموم.
وهذه مقالات للشيعة مذمومة:
- منها ما يصل إلى درجة الكفر.
- ومنها ما هو دونها إلى درجة البدعة الشنيعة.
- ومنها ما يصل إلى درجة البدعة الضلالة، ولكن أخف من غيرها.
فالتشيع درجات عند أهل السنة والجماعة.
المقصود أن محبة أهل البيت وهم:
1- آل علي بن أبي طالب.
2- آل عقيل بن أبي طالب.
3- آل العباس بن عبدالمطلب.
4- آل جعفر بن أبي طالب.
5- آل الحارث بن أبي طالب.
6- وزوجاته -صلى الله عليه وسلم من آل بيته .
فمحبتهم المحبة الشرعية، بدون غلو، ولا تجاوز للحد؛ مما أمر الله -تبارك وتعالى- ورسوله -صلى الله عليه وسلم- بها.
وليس ذلك من الرفض، إلا:
- في حق من رفض الصحابة بدعوى محبة آل البيت،
- أو رفض الخلفاء الراشدين بدعوى محبة آل البيت،
- أو افترن بشيء من مقالاتهم الشنيعة.
أما محبة آل البيت بالطريقة الشرعية؛ فهي دين.
ورحم الله القائل:
إن كان رفضًا حب آل محمد ... فليشهد الثقلان أني رافضي