السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الأحد، 15 أكتوبر 2017

قال وقلت ١٦٦: استخرت الله فانصرف الأمر، كلما أقبل على شيء استخير فما يتم


قال: استخرت الله فانصرف الأمر، كلما أقبل على شيء استخير فما يتم ، حتى تضايقت فاقبلت على الأمر ولم استخر فتم، وفرحت، وبعد سنة ندمت ندماً شديداً
قلت: الاستخارة تطلب فيها من الله الخيرة، والله يصرف عنك ما لا يصلح لك، وليس فيه خير لك فيما تريده. والمطلوب منك أن تستخير الله وتفوض أمرك لله، وتصبر ، فإن الله ييسر لك ما فيه الخيرة لك، وهذا من نفس الدعاء ، فإن دعاء الاستخارة الوارد:
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ العَظِيمِ؛
فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلاَ أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلاَ أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ.
اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي - أَوْ قَالَ عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ - فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ.
وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي - أَوْ قَالَ فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ - فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، وَاقْدُرْ لِي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أَرْضِنِي".
والشاهد قوله: "واقدر لي الخير حيث كان"، ومعنى ذلك أن تصبر وتحسن ظنك بالله، فإن الله ببركة هذا الدعاء سييسر لك الخير ويسوقه لك حيث كان، ويأتيك، فلا تستعجل.
ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم: "يُسْتَجَابُ لِأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ"؛ فلا تستعجل الأمور وتأني ، فإن التأني من الرحمن والعجلة من الشيطان.
والله الموفق.