السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الأحد، 15 أكتوبر 2017

كشكول ١٥٦٢: من فوائد الدروس: الليلة مساء الاثنين 13 / 7 / 1438هـ


من فوائد الدروس : 
الليلة مساء الاثنين 13 / 7 / 1438هـ بمسجد ابن باز بمكة - العزيزية أثناء درس شرح سنن ابن ماجه؛
قرأ السيد أسامة الأهدل سلمه الله، متن حديث جبريل في سنن ابن ماجه، في باب الإيمان، وجاء فيه، ذكر أمارات الساعة، فقرأ : "قَالَ: أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبََّهَا -قَالَ وَكِيعٌ: يَعْنِي: تَلِدُ الْعَجَمُ الْعَرَبَ- ".
فقلت: وقع في بعض النسخ : "قَالَ: أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا -قَالَ وَكِيعٌ: يَعْنِي: تَلِدُ الْعَجَمُ الْعَرَبَ- ".
ومعنى ذلك أن لفظ الحديث فيه روايتان : 
رواية بلفظ : "أن تلد الأمة ربها".
ورواية بلفظ : "أن تلد الأمة ربتها".
وتفسير وكيع للرواية بلفظ : "ربها" .
والتفسير المعروف بأن المراد أن يكثر العقوق، فتتأمّر البنت على أمها هو للرواية بلفظ: "ربتها".
وهذا يجعلني أنبه على مسألتين :
المسألة الأولى: أن ألفاظ الروايات الواردة إذا صحت، لا ترد وإنما يعتقد أن الرسول قالها جميعاً، والراوي نوّع فمرة رواها بهذا اللفظ ومرّة بهذا اللفظ، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعيد الحديث في المجلس الواحد أكثر من مرة.
وهذا فيه ثراء للمعاني الحديثية.
المسألة الثانية : أن التفسير الوارد عن السلف أحياناً يكون على قراءة للآية أو رواية للحديث غير التي بين أيدينا فينبغي التنبه لذلك.
وهذه المسألة ذكرها السيوطي رحمه الله في (الإتقان في علوم القرآن)، 
الإتقان في علوم القرآن (4/ 222- 223) في كلامه في النوع الثامن والسبعون: 
"مِنَ الْمُهِمِّ مَعْرِفَةُ التَّفَاسِيرِ الْوَارِدَةِ عَنِ الصَّحَابَةِ بِحَسَبِ قِرَاءَةٍ مَخْصُوصَةٍ وَذَلِكَ أَنَّهُ قَدْ يَرِدُ عَنْهُمْ تَفْسِيرَانِ فِي الْآيَةِ الْوَاحِدَةِ مُخْتَلِفَانِ فَيُظَنُّ اخْتِلَافًا وَلَيْسَ بِاخْتِلَافٍ وَإِنَّمَا كُلُّ تَفْسِيرٍ عَلَى قِرَاءَةٍ وَقَدْ تَعَرَّضَ السَّلَفُ لِذَلِكَ فَأَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا} مِنْ طَرِيقٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَغَيْرِهِ أَنَّ "سُكِّرَتْ" بِمَعْنَى "سُدَّتْ" وَمِنْ طُرُقٍ أَنَّهَا بِمَعْنَى "أُخِذَتْ".
ثُمَّ أَخْرَجَ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: مَنْ قَرَأَ "سُكِّرَتْ" مُشَدِّدَةً فَإِنَّمَا يَعْنِي "سُدَّتْ" وَمَنْ قَرَأَ "سُكِرَتْ" مُخَفَّفَةً فَإِنَّهُ يَعْنِي "سُحِرَتْ".
وَهَذَا الْجَمْعُ مِنْ قَتَادَةَ نَفِيسٌ بَدِيعٌ وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ} أَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ الَّذِي تَهْنَأُ بِهِ الْإِبِلُ.
وَأَخْرَجَ مِنْ طُرُقٍ عَنْهُ وَعَنْ غَيْرِهِ أَنَّهُ النُّحَاسُ الْمُذَابُ، وَلَيْسَا بِقَوْلَيْنِ،
وَإِنَّمَا الثَّانِي تَفْسِيرٌ لِقِرَاءَةِ مَنْ "قطرآن"، بِتَنْوِينٍ قَطْرٍ وَهُوَ النُّحَاسُ وَ "آنٍ" شَدِيدِ الْحَرِّ كَمَا أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ هَكَذَا عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ
وَأَمْثِلَةُ هَذَا النَّوْعِ كَثِيرَةٌ وَالْكَافِلُ بِبَيَانِهَا كِتَابُنَا "أَسْرَارُ التَّنْزِيلِ" وَقَدْ خَرَّجْتُ عَلَى هَذَا قَدِيمًا الِاخْتِلَافَ الْوَارِدَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَغَيْرِهِ فِي تَفْسِيرِ آيَةِ: {أَوْ لامَسْتُمُ} هَلْ هُوَ الْجِمَاعُ أَوِ الْجَسُّ بِالْيَدِ فَالْأَوَّلُ تَفْسِيرٌ لِقِرَاءَةِ لَامَسْتُمُ وَالثَّانِي لِقِرَاءَةِ {لمَسْتُمُ} وَلَا اخْتِلَافَ"اهـ
وبالله التوفيق.