السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الثلاثاء، 16 يونيو 2015

لفت نظري ٤٩: أني استمعت لبعضهم يستدل بما في مصنف ابن أبي شيبة...



لفت نظري:
أني استمعت لبعضهم يستدل بما في مصنف ابن أبي شيبة (2/ 397)، تحت رقم: (7797) قال: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ ابْنَ عُمَرَ: «أَقُومُ خَلْفَ الإِمَام فِي شَهْرِ رَمَضَانَ». فَقَالَ: «تُنْصِتُ كَأَنَّك حِمَارٌ».
وتحت رقم: (7798) قال: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ إبْرَاهِيمَ، قَالَ: «لَوْ لَمْ يَكُنْ مَعِي إِلاَّ سُورَةٌ أَوْ سُورَتَانِ لأَنْ أُرَدِّدَهُمَا، أَحَبُّ إلَيَّ مِنْ أَنْ أَقُومَ خَلْفَ الإِمَام فِي شَهْرِ رَمَضَانَ».
ويقول: يتأكد ويتعين في حق صاحب القرآن أن يقوم بقرآنه فيصلي إماماً أو منفردًا؛ 
وهذا الفهم منه لهذين الأثرين وما في معناهما فيه نظر؛ 
غاية ما في هذين الأثرين:
- الترغيب في صلاة الليل في رمضان في البيت،
- وأن يقوم المسلم بما معه من القرآن؛ 
لأن صلاة التطوع في البيت أفضل.
ولأنها أدعى للخشوع وحضور القلب.
ولأنها أبعد وأسلم من الرياء.
ولأنه بذلك يراجع ما معه من القرآن العظيم.
ولأنه بهذا يعلم الناس أن صلاة الليل في المسجد ليست واجبة؛ فيصلي معهم تارة، وبمفرده تارة.
هذا فقه هذه الآثار، وليس من فقهها: أنه يتأكد ويتعين على صاحب القرآن أن يصلي منفرداً أو إماماً!
كيف يستقيم هذا الفهم وهو لم يرد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-!
ولم يرد عن الصحابة، ولم يقل به أهل العلم؟!
وابن أبي شيبة -رحمه الله- لما أخرج ألأثرين الأثر ترجم عليهما: «مَنْ كَانَ لاَ يَقُومُ مَعَ النَّاسِ فِي رَمَضَانَ». 
ثم بوب عقبه مباشرة: «مَنْ كَانَ يُصَلِّي خَلْفَ الإِمَام فِي رَمَضَانَ»، وأورد ما يدل عليه.
مما يبين أنه لا يفهم من الآثار في الباب الأول أن المراد تأكد وتعين الصلاة منفرداً أو إماماً في حق صاحب القرآن.
ومسألة ترك صلاة الليل جماعة في بعض ليالي رمضان تحقق المصالح السابقة، ولا يقال في ذلك تأكيد أو تعيين!
كيف والوارد خلافه؟!