السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الثلاثاء، 16 يونيو 2015

كشكول ٩٧٥: السور المكية والسور المدنية



وقال أبو الحسن بن الحصار في كِتَابِهِ النَّاسِخُ وَالْمَنْسُوخُ:
«الْمَدَنِيُّ بِاتِّفَاقِ عِشْرُونَ سُورَةً، والمختلف فيه اثْنَتَا عَشْرَةَ سُورَةً، وَمَا عَدَا ذَلِكَ مَكِّيٌّ بِاتِّفَاقٍ».
ثُمَّ نَظَمَ فِي ذَلِكَ أَبْيَاتًا فَقَالَ:
يَا سَائِلِي عَنْ كِتَـــابِ اللَّهِ مُجْتَهِدًا وَعَنْ ترتب مَا يُتْلَى مِنَ السُّوَرِ
وَكَيْفَ جَاءَ بِهَا الْمُخْتَارُ مِنْ مُضَرٍ صَلَّى الْإِلَهُ عَلَى الْمُخْتَارِ مِنْ مُضَرِ
وَمَا تَقَدَّمَ مِنْهَا قَبْلَ هِجْرَتِــــــــهِ وَمَــــا تَأَخَّرَ فِي بَدْوٍ وَفِي حَضَرِ
لِيَعْلَمَ النَّسَخَ وَالتَّخْصِيصَ مُجْتَهِدٌ يُؤَيِّدُ الْحُكْمَ بِالتَّـــارِيخِ وَالنَّظَرِ
تَعَارَضَ النَّقْلُ فِي أُمِّ الْكُتَّابِ وَقَدْ تُؤُوِّلَتِ الْحِجْرُ تَنْبِيهًا لِمُعْتَبِرِ
أُمُّ الْقُرَانِ وَ فِي أُمِّ الْقُرَى نَزَلَتْ مَا كَـانَ لِلْخَمْسِ قَبْلَ محمد مِنْ أَثَرٍ
وَبَعْدَ هِجْرَةِ خَيْرِ النَّاسِ قَدْ نَزَلَتْ عِشْـــــــرُونَ مِنْ سُوَرِ الْقُرْآنِ فِي عَشْرِ
فَأَرْبَعٌ مِنْ طُــوَالِ السَّبْعِ أَوَّلُهَــــا وَخَامِسُ الْخَمْسِ فِي الْأَنْفالِ ذِي الْعِبَرِ
وَتَوْبَةُ اللَّهِ إِنْ عُدَّتْ فَســــَادِسَةٌ وََسورَةُ النُّورِ وَالْأَحْزَابِ ذِي الذِّكْرِ
وَسُــــــورَةٌ لِنَبِيِّ اللَّهِ مَحْكَمَةٌ وَالْفَتْحُ وَالْحُجُـــرَاتُ الْغِرُّ فِي غُرَرِ
ثُمَّ الْحَدِيدُ وَ يَتْلُوهَـــا مُجَادَلَةٌ وَالْحَشْرُ ثُمَّ امْتِحَــــانُ اللَّهِ لِلْبَشَرِ
وَسُـــــورَةٌ فَضَحَ اللَّهُ النِّفَاقَ بِهَا وَسُـورَةُ الْجَمْعِ تِذْكَـــارٌ لِمُدَّكِرِ
وَلِلطَّــلَاقِ وَلِلتَّحْرِيمِ حُكْمُهُمَا وَالنَّصْرُ وَالْفَتْحُ تَنْبِيهًـــــا عَلَى الْعُمْرِ
هَذَا الَّذِي اتَّفَقَتْ فِيهِ الرُّوَاةُ لَهُ وَقَدْ تَعَـارَضَتِ الْأَخْبَـــــــارُ فِي أُخَرِ
فَالرَّعْدُ مُخْتَلِفٌ فِيهَا مَتَى نَزَلَتْ وَأَكْثَرُ النَّــــاسِ قَالُوا الرَّعْدُ كَالْقَمَرِ
وَمِثْلُهَا سُورَةُ الرَّحْمَنِ شَاهِدُهَا مِمَّـــــــــا تَضَمَّنَ قَوْلَ الْجِنِّ فِي الْخَبَرِ
وَسُورَةٌ الحواريين قَدْ عُلِمَتْ ثُمَّ التَّغَــ ـــــابُنُ وَالتَّطْفِيفُ ذُو النُّذُرِ
وَلَيْلَةُ الْقَدْرِ قَدْ خُصَّتْ بِمِلَّتِنَا وَلَمْ يَكُنْ بَعْدَهَــــــــا الزِّلْزَالُ فَاعْتَبِرِ
وَقُلْ هُوَ اللَّهُ مِنْ أَوْصَافِ خَالِقِنَا وَعَوْذَتَانِ تَرُدُّ الْبَــــــــــــــأْسَ بِالْقَدْرِ
وَذَا الَّذِي اخْتَلَفَتْ فِيهِ الرُّوَاةُ لَهُ وَرُبَّمَا اسْتُثْنِيَتْ آيٌ مِنَ السُّوَرِ
وَمَا سِوَى ذَاكَ مَكِّيٌّ تَنَزُّلُهُ فَلَا تَكُنْ مِنْ خِلَافِ النَّاسِ فِي حَصَرِ
فَلَيْسَ كُلُّ خِلَافٍ جَاءَ مُعْتَبَرًا إِلَّا خِـــــــلَافٌ لَهُ حَظٌّ مِنَ النَّظَرِ