السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الثلاثاء، 16 يونيو 2015

كشكول ٩٨٢: توحيد الربوبية يستلزم توحيد الألوهية



توحيد الربوبية يستلزم توحيد الألوهية.
اعلم أن من أقر بأن الله هو الخالق الرازق المحي المميت المتصرف في الكون، يلزمه أن لا يصرف العبادة لأحد غير الله تعالى، فلا يشرك معه سبحانه في عبادته أحداً.
وهذا معنى أن توحيد الربوبية مستلزم لتوحيد الألوهية..
والمعركة كانت بين النبي وقومه في توحيد الألوهية، وأغلب قومه مقر بتوحيد الربوبية، قال تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ}. (العنكبوت: 61).
قال تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ}. (الزمر: 38).
فمن أقر بتوحيد الربوبية يلزمه توحيد الألوهية.
وأنبه هنا على أمور:
الأمر الأول: أن التوحيد الذي دعت إليه الأنبياء هو توحيد الألوهية والأسماء والصفات.
الأمر الثاني: خطأ ما يظنه بعض الناس أن غاية التوحيد هي إثبات أن الله موجود وأنه المتصرف في الكون؛ لأن هذا أمر لم ينكره الكفار وأقروا به، ومع ذلك سماهم الله كفار ومشركين.
الأمر الثالث: أن علاقة التلازم بين توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية، وعلاقة التضمن بين توحيد الأسماء والصفات وتوحيد الألوهية، تقتضي أن هذه القسمة إلى ثلاثة أنواع ، ليست بمعنى استقلال كل نوع بمفرده، فلا يصح التوحيد إلا بمجموع هذه الأنواع. فالقسمة للتوضيح والبيان، وإلا فإن حقيقة التوحيد هي مجموع هذه الأنواع الثلاثة، كما تقول عن الإنسان مكون من روح وجسد، فليس بالروح فقط هو إنسان، وليس بالجسد هو إنسان، حتى يجتمعا. والله الموفق.