السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الثلاثاء، 16 يونيو 2015

خطر في بالي ٥٣: أن من توفيق الله للمسلمين أن ترك من الكعبة حجر إسماعيل



خطر في بالي:
أن من توفيق الله للمسلمين أن ترك من الكعبة حجر إسماعيل؛
لأن بناء الكعبة الذي أقام قواعده سيدنا إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- كان مستطيلاً، ولمّا بنت قريش الكعبة بعد سقوطها بسبب السيول، قصرت أموالها عن بنائها جميعها؛ فبنوا هذا الشكل القائم اليوم، وتركوا جزءاً منها خارج البنية، وهو الذي حجروا عليه بما يسمى (حجر إسماعيل).
نتج عن هذا؛ أن من صلى في حجر إسماعيل فقد صلى في جوف الكعبة. وحجر إسماعيل مفتوح طوال الوقت، إلا وقت الفريضة.
فمن أراد الصلاة في جوف الكعبة ليس عليه إلا أن يصلي في حجر إسماعيل.
ولم يثبت أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- صلى فريضة داخل الكعبة.
نعم صلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- داخل الكعبة ركعتين، وفعل ذلك مرة واحدة.
ولم يثبت أنه -صلى الله عليه وسلم- صلى في جوف الكعبة لما حج حجة الوداع.
ولذلك الراجح عند العلماء أنه يجوز صلاة النافلة في جوف الكعبة دون الفريضة.
ومن أجل أن الحجر من الكعبة اتفق العلماء على أن الطواف بالكعبة لا يصح بالدخول والمرور في وسط حجر إسماعيل؛ لأنك بهذا لم تطف بالكعبة جميعها.
وشذروان الكعبة وهو الطرف السفلي لجدار الكعبة المحيط بها منها، فلا يجوز الطواف عليه؛ لأن من طاف وهو يسير عليه، أو بعض طوافه عليه لم يطف بالكعبة، بل صار داخلها.
لمّا هدم عبدالله بن الزبير الكعبة، وأعادها على ما أقامه إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- كما كان يحب الرسول -صلى الله عليه وسلم-، أرسل عبدالملك بن مروان الحجاج فقاتل ابن الزبير، وضرب الكعبة بالمنجنيق من جهة ميزاب الكعبة؛ فسقط ذلك الجدار، فلما كانت الغلبة لعبدالملك بن مروان أعاد بناء الكعبة كما كان قبل ابن الزبير، يعني على هذه الصفة القائمة اليوم.
وسقط بعد ذلك الجدار الذي أقامة الحجاج، وأعيد بناؤه. على حاله اليوم.
وحكومتنا الرشيدة أولت الكعبة وبناءها عناية خاصة، فلما تبين أن بناء الكعبة يحتاج إلى رعاية قامت بإعادة البناء بحيث أنها نقضته وأعادت كل حجر فيها إلى موضعه بعد رعايته الرعاية اللازمة. ويتشرف ملوك بلادنا السعودية سنوية بغسيل الكعبة مرتين وتغيير كسوتها، وأنشأوا للكعبة مصنعا خاصاً بكسوتها.
وما يشيع عند بعض الناس من أنه لا يجوز وصف الكعبة من الداخل، أو صفة ما فيها لا أصل له.
وما يشيع أن الطير لا يأتي من أعلاها ونحو ذلك لا حقيقة له، فمن شاهد الكعبة رأى خلاف ذلك.
اللهم زد هذا البيت تشريفاً وتعظيماً.
وصل اللهم على محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.