علمني ديني:
أن أحكم بكفر الكافر، ولا أشك في كفره.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ، إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ». (أخرجه مسلم في كتاب الإيمان، باب: وجوب الإيمان برسالة نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-، حديث رقم: (153).).
يعني أنه كافر مخلد في النار؛ فمن لم يكفر الكافر؛ كذَّب الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم. ومن شك في كفر اليهود، أو في كفر النصارى، أو في كفر المشركين، فقد شك في صدق كلام الله وكلام الرسول -صلى الله عليه وسلم -، ومن شك في صدق كلام الله وكلام الرسول فقد كفر، قال تبارك وتعالى: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً}. (النساء: 122).
نعم أهل السنة لا يجيزون لعن المعين من الكفار؛ أما على الكراهة أو على التحريم، ولا يجيزون الحكم على المعين من الكفار بأنه خالد مخلد في النار؛ لأننا لا ندري بماذا يختم له، فإن مات على ما هو عليه من الكفر حكمنا عليه بحسبه.
ويجوز تكفير الكفار على العموم؛ نقول: اليهودية كفر، واليهود كفار خارجون من الدين، وهم من أهل النار خالدون مخلدون فيها.
ونقول: النصارى كفار خالدون مخلدون في النار.
ونقول: إن المشركين شركاً أكبر خالدون في النار.
وحينما نأتي إلى المعين نمتنع من الحكم عليه بعينه منهم أنه من أهل النار، إلا إذا قيدنا الكلام،
فنقول: إن مات على ما هو عليه؛
فاليهودي المعين إن مات على يهوديته فهو في النار.
والنصراني المعين إن مات على نصرانيتة فهو في النار.
والمشرك المعين إن مات على إشراكه فهو في النار وهو كافر خالد مخلد في النار.
وما ورد من لعن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لكافرين بأعيانهم فقد ورد أنه منسوخ.