السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الثلاثاء، 18 نوفمبر 2014

علمني ديني ٧٢: أن عمل المرأة في بيت زوجها وقيامها بشأنه وبشأن ولده، هو من خدمته، التي لا ينبغي تزهيدها فيه


علمني ديني: 

أن عمل المرأة في بيت زوجها وقيامها بشأنه وبشأن ولده، هو من خدمته، التي لا ينبغي تزهيدها فيه، ودعوتها إلى تركه بدعوى أن هذا من الاستعباد لها، وعدم التقدير لشأنها. 

عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-، قَالَتْ: «تَزَوَّجَنِي الزُّبَيْرُ، وَمَا لَهُ فِي الأَرْضِ مِنْ مَالٍ وَلاَ مَمْلُوكٍ، وَلاَ شَيْءٍ غَيْرَ نَاضِحٍ وَغَيْرَ فَرَسِهِ، فَكُنْتُ أَعْلِفُ فَرَسَهُ وَأَسْتَقِي المَاءَ، وَأَخْرِزُ غَرْبَهُ وَأَعْجِنُ، وَلَمْ أَكُنْ أُحْسِنُ أَخْبِزُ، وَكَانَ يَخْبِزُ جَارَاتٌ لِي مِنَ الأَنْصَارِ، وَكُنَّ نِسْوَةَ صِدْقٍ، وَكُنْتُ أَنْقُلُ النَّوَى مِنْ أَرْضِ الزُّبَيْرِ الَّتِي أَقْطَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى رَأْسِي، وَهِيَ مِنِّي عَلَى ثُلُثَيْ فَرْسَخٍ، فَجِئْتُ يَوْمًا وَالنَّوَى عَلَى رَأْسِي، فَلَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فَدَعَانِي ثُمَّ قَالَ: «إِخْ إِخْ» لِيَحْمِلَنِي خَلْفَهُ، فَاسْتَحْيَيْتُ أَنْ أَسِيرَ مَعَ الرِّجَالِ، وَذَكَرْتُ الزُّبَيْرَ وَغَيْرَتَهُ وَكَانَ أَغْيَرَ النَّاسِ،

فَعَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنِّي قَدِ اسْتَحْيَيْتُ فَمَضَى، فَجِئْتُ الزُّبَيْرَ

فَقُلْتُ: «لَقِيَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَعَلَى رَأْسِي النَّوَى، وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَأَنَاخَ لِأَرْكَبَ، فَاسْتَحْيَيْتُ مِنْهُ وَعَرَفْتُ غَيْرَتَكَ»، فَقَالَ: «وَاللَّهِ لَحَمْلُكِ النَّوَى كَانَ أَشَدَّ عَلَيَّ مِنْ رُكُوبِكِ مَعَهُ»، قَالَتْ: «حَتَّى أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ بَعْدَ ذَلِكَ بِخَادِمٍ تَكْفِينِي سِيَاسَةَ الفَرَسِ، فَكَأَنَّمَا أَعْتَقَنِي». (أخرجه البخاري: (5224)، ومسلم: (2182).). 

ووجه الدلالة: أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لم ينكر على الزبير ما تقوم به أسماء ذات النطاقين من خدمته وخدمة فرسه، ولو كان هذا غير جائز، لأنكره عليه الصلاة والسلام.

وعَنِ الْحَكَمِ، قَالَ: «سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى، حَدَّثَنَا عَلِيٌّ: «أَنَّ فَاطِمَةَ اشْتَكَتْ مَا تَلْقَى مِنْ أَثَرِ الرَّحَى فِي يَدِهَا، وَأَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَبْيٌ فَانْطَلَقَتْ، فَلَمْ تَجِدْهُ، وَلَقِيَتْ عَائِشَةَ فَأَخْبَرَتْهَا، فَلَمَّا جَاءَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، أَخْبَرَتْهُ عَائِشَةُ بِمَجِيءِ فَاطِمَةَ إِلَيْهَا، فَجَاءَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَقَدْ أَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا فَذَهَبْنَا لِنَقُومَ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «عَلَى مَكَانِكُمَا». فَقَعَدَ بَيْنَنَا، حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ عَلَى صَدْرِي، فَقَالَ: «أَلَا أُعَلِّمُكُمَا خَيْرًا مِمَّا سَأَلْتُمَا؟ إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا أَنْ تُكَبِّرَا اللهَ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ، وَتُسَبِّحَاهُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتَحْمَدَاهُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ». (أخرجه البخاري: (3705)، ومسلم: (2727).).

ووجه الدلالة: أن فاطمة بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، اشتكت أثر الرحا في يديها من خدمة زوجها، فلو كان هذا غير لازم، ولا مشروع، لمنعها منه، فلما أقرها؛ دل على مشروعيته، ولزومه عليها لزوجها وبيتها وولدها، وهي ابنته بضعة منه -صلى الله عليه وسلم-. 


والذي دعاني إلى كتابة هذه المعلومة: أني قرأت رسالة متداولة في الواتساب، مضمونها ترغيب المرأة وترهيدها في قيامها بواجبها تجاه بيتها وزوجها، وكأن الذي يعمل ويشتغل هي فقط، وتناست هذه الرسالة عمل الزوج، فهو يخرج إلى عمله، ويعمل ويكد، حتى لو كان عمله على مكتب، ويصرف من كده على البيت، ويتعرض لملاقاة الناس ويصبر على ذلك، وينتقل من مكان إلى مكان ليؤمن ما تحتاجه زوجه في البيت، ويصرف عليها وعلى ولدها، ويقوم بأعمال كثيرة في كل موسم، ففي الشتاء أعمال خاصة بالبيت ومشاوير، وفي الصيف والإجازات، وهكذا لو ذهبت أعدد ما يقوم به الزوج. فلا يحسن تزهيد المرأة في عملها وترغيبها عن القيام به، والله المستعان وعليه التكلان.