السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الثلاثاء، 18 نوفمبر 2014

كشكول ٢١٢: تخريج أبيات: إلهي لا تعذبني فإني مقر بالذي قد كان مني



جاء في كتاب التكملة لكتاب الصلة (2/ 175)
450 - «مُوسَى بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أبي الْفرج الفِهري قرطبي يكنى أَبَا عمرَان، كَانَت لَهُ عناية بِالْعلمِ، وَكتب التَّبْصِرَة لمكي فِي سنة تسع وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة، وقرأت بِخَطِّهِ كتب أَبُو مُحَمَّد بن أبي زيد إِلَى أبي الْحسن الْقَابِسِيّ:

(أعجب مَا فِي الْأُمُور عِنْدِي ... إِضْمَار مَا تَدعِي الْقُلُوب)
(تأبى نفوس نفوس قوم ... وَمَا لَهَا عِنْدهَا ذنُوب)
(وتصطفي أنفس نفوسا ... وَمَا لَهَا عِنْدهَا عُيُوب)
(مَا ذَاك إِلَّا لمضمرات ... يعلمهَا الشَّاهِد الرَّقِيب)

وقرأت بِخَطِّهِ أَيْضا:

(إلهي لَا تعذبني فَإِنِّي ... مقرّ بِالَّذِي كَانَ مني)
(فَمَا لي حِيلَة إِلَّا رجائي ... لعفوي إِن عَفَوْت وَحسن ظَنِّي)
(وَكم من زلَّة لي فِي الْخَطَايَا ... وَأَنت على ذُو فضل وَمن)
(إِذا فَكرت فِي ندمي عَلَيْهَا ... عضضت أناملي وقرعت سني)
(يظنّ النَّاس بِي خيرا وَأَنِّي ... لشر النَّاس إِن لم تعف عني)
(أجن بزهرة الدُّنْيَا جنونا ... وأقطع طول عمري بالتمني)
(وَلَو أَنِّي صدقت الزّهْد فِيهَا ... قلبت لأَهْلهَا ظهر الْمِجَن)

قلت (محمد بازمول): لعله كتبها بخط يده وليست من شعره، فقد جاء في معاهد التنصيص على شواهد التلخيص (2/297):

وحدث محمد بن أبي العتاهية قال: آخر شعر قاله أبي في مرضه الذي مات فيه من الوافر:
إلهي لا تعذبني فإني ... مقرٌّ بالذي قد كانَ مني
فما ليَ حيلةٌ إلا رجائي ... لعفوكَ إن عفوت وحُسْنَ ظني
وكمن مِنْ زَلْةٍٍ لي في الخطايا ... وأنت عليَّ ذو فضل ومَنِّ
إذا فكرتُ في نَدَمي عليها ... عضضت أناملي وقَرَعْتُ سني
أجنُّ بزهرة الدنيا جنوناً ... وأقطعُ طولَ عمري بالتمني
ولو أنِّي صدقتُ الزهدَ عنها ... قلبتُ لأهلها ظهرَ المجنِّ
يظنُّ الناسُ بي خيراً وإني ... لَشَرُّ الناس إن لم تعف عني

وقال أبو الفرج الأصبهاني في كتاب الأغاني:
نسخت من كتاب هارون بن عليٍّ: حدّثني عليّ بن مهديّ قال حدّثني عبد الله بن عطيّة قال حدّثني محمد بن أبي العتاهية قال: آخر شعرٍ قاله أبي في مرضه الذي مات فيه:
إلهي لا تعذّبني فإنّي ... مقرٌّ بالّذي قد كان منّي
فما لي حيلةٌ إلاّ رجائي ... لعفوك إن عفوت وحسن ظنّي
وكم من زلةٍ لي في الخطايا ... وأنت عليّ ذو فضلٍ ومنّ
إذا فكّرت في ندمي عليها ... عضضت أناملي وقرعت سنّي
أجنّ بزهرة الدّنيا جنونا ... وأقطع طول عمري بالتمنّي
ولو أنّي صدقت الزّهد عنها ... قلبت لأهلها ظهر المجنّ
يظنّ الناس بي خيراً وإنّي ... لشرّ الخلق إن لم تعف عنّي