سؤال: «لماذا كان قبض العلماء قبضاً للعلم؟ مع أن القرآن العظيم موجود، والسنة النبوية مكتوبة، وكتب التفسير والشروح والفقه موجودة؟».
والجواب:
أولاً: لأن العالم يبين لك العلم بالعبارة التي تناسب فهمك، فهو يشرح وبيبين، بخلاف الكتاب عبارته واحدة وجامدة.
ثانياً: لأن العالم يرد على الإشكالات التي تعترض فهمك فوراً، بينما الكتب تحتاج أن تبحث حتى تصل. وقد يتعذر عليك وجود ما يدفع الإشكال.
ثالثاً: لأن العالم يرى، ويشارك من حوله، ويتعايش معهم أمراً بالمعروف ونهياً عن المنكر، والكتاب لا يعطي ذلك.
رابعاً: ولأن العالم هو صورة العلم الذي يعلمه في تصرفه، لذلك كان الأصل في العالم أنه قدوة، فهم ورثة الأنبياء.
خامساً: ولأن العالم يعطيك الحكم على النوازل التي تستجد ولا تجد لها في الكتب بياناً مباشراً، ولا تستطيع ذلك الكتب.
فلهذه الأمور -والله أعلم- كان قبض العالم قباضً للعلم. والله المستعان.