السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الجمعة، 21 نوفمبر 2014

سؤال وجواب ٥٢: هل يصح قول القائل: «الدين المعاملة»؟


سؤال: «هل يصح قول القائل: «الدين المعاملة»؟». 

الجواب: قول القائل: «الدين المعاملة»، إذا كان يريد بها أن أخلاقك وطريقة تعاملك تكشف عن دينك، فالعبارة نحو قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «إنما بعثت؛ لأتمم مكارم الأخلاق»، أو كما قال. وقوله: «المؤمن من سلم الناس لسانه ويده». وقوله: «آية المنافق ثلاث» ونحو ذلك من الأحاديث، وتكون هذه العبارة كقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «الحج عرفة» يعني من باب ذكر أن أهم ما يميز المسلم معاملته. 

وأمّا إذا أراد القائل لهذه العبارة: أن كل من كانت معاملته سيئة فهو لا دين عنده، أو دينه باطل، والعكس بأن يريد أن من يعامل الناس معاملة حسنة فهو صاحب دين صحيح، فهذه العبارة بهذا المعنى باطلة غير صحيحة؛ لأنه قد يوجد في المسلمين من هو سيء الخلق، ولا يكفر بذلك، ولا يخرج من الدين. وقد يوجد في أهل البدع والأهواء بل والكفار من هو حسن الخلق، لكنه كافر؛ لأن الدين عند الله الإسلام، فلا يقبل منه حسن خلقه. والله أعلم. 

وجاء في كتاب الحوادث والبدع للطرطوشي (ص: 149): 
«قال الأوزاعي: «بلغني أن من ابتدع بدعة؛ خلاه الشيطان والعبادة، وألقى عليه الخشوع والبكاء؛ لكي يصطاد به».

وقال بعض الصحابة: «أشد الناس عبادة مفتون». واحتج بقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في الخوارج: «يحقر أحدكم صلاته في صلاته، وصيامه في صيامه، يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين مروق السهم من الرَّميَّةِ».»اهـ.