اشتراط التوبة؛ لدخول الجنة، لم يقل به أحد من الأئمة.
قال ابن تيمية -رحمه الله- في مجموع الفتاوى (7/501):
«فَهَذَانِ الْقَوْلَانِ: قَوْلُ الْخَوَارِجِ، الَّذِينَ يُكَفِّرُونَ بِمُطْلَقِ الذُّنُوبِ وَيُخَلِّدُونَ فِي النَّارِ. وَقَوْلُ مَنْ يُخَلِّدُهُمْ فِي النَّارِ، وَيَجْزِمُ بِأَنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ لَهُمْ إلَّا بِالتَّوْبَةِ، وَيَقُولُ: «لَيْسَ مَعَهُمْ مِنْ الْإِيمَانِ شَيْءٌ»؛
لَمْ يَذْهَبْ إلَيْهِمَا أَحَدٌ مِنْ أَئِمَّةِ الدِّينِ أَهْلِ الْفِقْهِ وَالْحَدِيثِ.
بَلْ هُمَا مِنْ الْأَقْوَالِ الْمَشْهُورَةِ عَنْ أَهْلِ الْبِدَعِ.
وَكَذَلِكَ قَوْلُ مَنْ وَقَفَ فِي أَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ غُلَاةِ الْمُرْجِئَةِ، وَقَالَ: «لَا أَعْلَمُ أَنَّ أَحَدًا مِنْهُمْ يَدْخُلُ النَّارَ» هُوَ أَيْضًا مِنْ الْأَقْوَالِ الْمُبْتَدَعَةِ.
بَلْ السَّلَفُ وَالْأَئِمَّةُ مُتَّفِقُونَ عَلَى مَا تَوَاتَرَتْ بِهِ النُّصُوصُ، مِنْ أَنَّهُ لَا بُدَّ أَنْ يَدْخُلَ النَّارَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ، ثُمَّ يَخْرُجُونَ مِنْهَا.
وَأَمَّا مَنْ جَزَمَ بِأَنَّهُ لَا يَدْخُلُ النَّارَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ فَهَذَا لَا نَعْرِفُهُ قَوْلًا لِأَحَدِ.
وَبَعْدَهُ قَوْلُ مَنْ يَقُولُ: «مَا ثَمَّ عَذَابٌ أَصْلًا، وَإِنَّمَا هُوَ تَخْوِيفٌ لَا حَقِيقَةَ لَهُ» وَهَذَا مِنْ أَقْوَالِ الْمَلَاحِدَةِ وَالْكُفَّ وَالْكُفَّارِ»اهـ.