السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الاثنين، 9 فبراير 2015

لفت نظري ٣٥: ما أشاهده من تصرفات بعض الأخوة في فهم كلام العلماء وتنزيله في موضعه



لفت نظري:
ما أشاهده من تصرفات بعض الأخوة في فهم كلام العلماء وتنزيله في موضعه؛

فتجد بعض الأخوة يتركون حضور درس الشيخ الفلاني؛ لأن فلانًا من العلماء قال فيه: كلمة، ليست بجرح إنما فيها عدم رضا عنه، ولم يذكر جرحاً مفسراً، مع كون هذا الشيخ قد زكاه أهل العلم، ووصفوه بالسلفية.
وتجد آخرين يستشكلون كيف يجرح الشيخ الفلاني هذا الرجل، ثم يعدله العالم الآخر، وكلاهما الجارح والمزكي من أهل السنة؟!
ولا إشكال، فإنك إذا نظرت في كلام العالم الجارح لا تجده جرحه بشيء مؤثر، غايته أنه ينتقد أسلوباً وجده عند هذا الشخص، أو لم يرتض أموراً ليست بطعن في الدين أو العلم، ومن أجل هذا عدله العالم الآخر!
وهكذا تأتي أمور ينبغي لطلاب العلم أن يقفوا عندها، ولا يضخموا الأمور، ويقلقون الساحة العلمية بمثل هذه التصرفات التي لا تمثل الوجه الصحيح.

ولأضرب لك مثالاً:
راوي الحديث الحسن، تكلم فيه أئمة الجرح والتعديل، لكن كلامهم فيه لم ينزله عن درجة من يؤخذ عنه العلم، و يسمع منه الحديث، ويحسن حديثه.
الراوي الضعيف الذي جرح في ضبطه، فإن الأئمة جرحوه، ولكن إذا توبع قبل حديثه وأخذ به.

فالجرح أنواع:
- جرح في الضبط وهو على درجات.
- جرح في الدين وهو على درجات؛
فالفاسق بفعل كبيرة. ليس كصاحب البدعة.
وصاحب البدعة على درجات؛ فالبدعة الكبيرة ليست كالصغيرة، والمبتدع الداعية ليس كالمبتدع غير الداعية!
وقد يجهل الجارح حال الرجل، والجهالة ليست بجرح أصلاً يعني ليست بطعن لا في الدين ولا في العدالة، وتقتضي التوقف في صاحبها، لا الهجر، ولا الطعن، ولا أقل ولا أكثر!
وقد يكون الجرح في أمر لا يرجع إلى الضبط، ولا إلى الدين، إنما إلى أمر آخر فلا يؤثر.
والله الموفق.