السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الاثنين، 9 فبراير 2015

كشكول ٦٩٨: الخلافة الراشدة... قادمة!



الخلافة الراشدة... قادمة...
لا يخدعوك بكلمة الخلافة الراشدة، والدعوة إلى إقامة الخلافة الراشدة
هل يستقيم الظل والعود أعوج؟!
هل تصل إلى الهدى والحق وإقامة الدين بطريق تحاربه وتخالفه؟!
هل سألت نفسك يوماً: غابت الخلافة الراشدة منذ مئات السنوات، ولم يقم في علماء المسلمين من يدعو إلى إقامة دولة راشدة، والخروج عن ولاية ولاة الأمر القائمة في ذلك الوقت؟
هل تجتمع أمة الإسلام على ضلالة؟
هل تتخيل: أن هذا الأمر لو كان حقاً لا يعرفه المسلمون ولا العلماء، وإنما يعلمه هؤلاء الناس في هذا الزمن؟
هل تتحقق الخلافة الراشدة بالخروج على ولاة الأمر، ونقض العهد الذي بينهم وبين شعوبهم، والرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول فيما جاء عن ابْن عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- عَنْ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «مَنْ رَأَى مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلْيَصْبِرْ عَلَيْهِ؛ فَإِنَّهُ مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ شِبْرًا فَمَاتَ إِلَّا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً» (أخرجه البخاري في كتاب الفتن، باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «سترون ...»، حديث رقم: (7054)، ومسلم في كتاب الإمارة، باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن، حديث رقم: (1848).).
عَنْ نَافِعٍ قَالَ: جَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ حِينَ كَانَ مِنْ أَمْرِ الْحَرَّةِ مَا كَانَ زَمَنَ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ فَقَالَ: «اطْرَحُوا لِأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ وِسَادَةً!». فَقَالَ: «إِنِّي لَمْ آتِكَ لِأَجْلِسَ، أَتَيْتُكَ لِأُحَدِّثَكَ حَدِيثًا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُهُ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: «مَنْ خَلَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ لَقِيَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا حُجَّةَ لَهُ، وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً». (أخرجه مسلم في كتاب الإمارة، باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن، حديث رقم: (1851).).
هل تقوم الخلافة الراشدة على استباحة الدم المحرم، المعصوم؛
فيقتل أهل الإسلام،
ويخدم أهل الشرك وعبدة الأوثان،
والرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول فيما جاء عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: «إِنَّ مِنْ وَرَطَاتِ الْأُمُورِ الَّتِي لَا مَخْرَجَ لِمَنْ أَوْقَعَ نَفْسَهُ فِيهَا سَفْكَ الدَّمِ الْحَرَامِ بِغَيْرِ حِلِّهِ». (أخرجه البخاري في كتاب الديات، باب قول الله تعالى: {من يقتل مؤمنًا متعمدًا}، حديث رقم: (6863).).
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ: الثَّيِّبُ الزَّانِي، وَالنَّفْسُ بِالنَّفْسِ، وَالتَّارِكُ لِدِينِهِ الْمُفَارِقُ لِلْجَمَاعَةِ». (أخرجه البخاري في كتاب الديات، باب قول الله تعالى: {أن النفس بالنفس}، حديث رقم: (6878)، مسلم في كتاب القسامة والمحاربين والقصاص والديات، حديث رقم: (1676) واللفظ له.).
ألا تعلم أنك بارتكاب هذه المخالفات تساعد أعداء الله -جل وعلا- في مخططاتهم واستراتيجيتهم في إشغال أهل الإسلام، وأضعافهم، وتسليط بعضهم على بعض، فلا يتقدمون ولا يحققون الأمجاد التي كانوا عليها؟!
هل تكون الخلافة الراشدة قادمة على يد من يعادي السنة وأهلها، ولا يرقب فيهم إلاً ولا عهداً ولا ذمة؟!
هل تتحقق إقامة الدين على يد من يجهله، ولا يعرفه، والحكمة تقول: «فاقد الشيء لا يعطيه»؟!
انتبه لا تتورط فتندم ساعة لا ينفع الندم!
واعلم يقيناً أن الخلافة الراشدة قادمة، ولكن سبيلها هو:
- الرجوع إلى الدين،
- والسير على ما كان عليه الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه.
وتغيير الحال طريقه تغيير ما بالنفس، قال -جل وعلا-: {إِنَّ اللهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ}. (الرعد:11).
والله وعد بالاستخلاف في الأرض، وبالتمكين، والأمن من:
- عبده وحده،
- ولم يشرك به شيئًا،
- وعمل الصالحات.
قال -جل وعلا-: {وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ}. (النور:55).
فلنحقق ذلك إذا أردنا الخلافة الراشدة، والله الموفق.