بشرى بخسارة الكفار، وتمييز الطيب من الخبيث
يقول تبارك وتعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ {8/36} لِيَمِيزَ اللّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىَ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾.
فيه بشرى للمسلمين، أنه مهما بلغ كيد أعداء الله ، ونفقتهم للصد عن سبيل الله، فإن عاقبة أمرهم خسراً، ثم يغلبون.
وفيه أن الكفار يرصدون أموالاً للصد عن سبيل الله، وذلك يشمل ما يبذل منهم في كل أوجه الباطل، لأنها من الصد عن سبيل الله، ويشمل ما ينفقونه لزعزعة الأمن الفكري والاجتماعي في بلدان العالم الإسلامي، ونفقتهم لقتال المسلمين، ونشر الفوضى والعداء بينهم.
وفيه أن من حِكَم تمكين الكفار من فعل ذلك ما يجعله الله من عاقبة فعلهم إذ يتميز الطيب من الخبيث من الناس، فيجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه، فيجعلهم في جهنم .