السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الجمعة، 5 ديسمبر 2014

لفت نظري ١٨: ما قرأته في مقال لأحدهم حيث يقول: «أتذكر حين وقعت عيني على أول مفردات التكفير و(نواقض الإسلام) في 1999م...»


لفت نظري:

ما قرأته في مقال لأحدهم حيث يقول: «أتذكر حين وقعت عيني على أول مفردات التكفير و(نواقض الإسلام) في 1999م، لم يكن ذلك في مكان سري أو مخبأ قاعدي بل كانت في صفوف المدرسة وفي منهج تعليمي رسمي، كانت العبارات المستقاة من كتاب التوحيد تكفر بشكل واضح كل من يوالي الكفار، تساءلت حينها ورفعت بصري للمعلم وسألته هل ينطبق هذا على العلاقة السياسية مع أميركا؟ لم يجب وانطفأت جذوة السؤال في رأسي»اهـ.

قلت (محمد بازمول): وهذا المقطع ينبه إلى أن ضعف المعلم في الصفوف الدنيا، وأن ضعف وضوح الرؤية لديه؛ من أسباب تسرب الفهم الضال إلى عقول الشباب الذين ضلوا طريق السنة وأهلها.

تخيل: أن المعلم لما سأله الطالب هذا السؤال في موضوع موالاة الكفار: (هل ينطبق هذا على العلاقة السياسية مع أميركا؟) أجابه بقول: لا، وذلك لأننا معها في عهد وصلح وميثاق، والإسلام يأذن للدولة المسلمة أن تدخل مع الدولة الكافرة في عهد وميثاق وصلح كما دخل الرسول -صلى الله عليه وسلم- مع كفار قريش في عهد وميثاق وصلح عرف بـ (صلح الحديبية). 

ثم بين له أن موالاة الكفار على درجتين: 

الأولى: موالاتهم بمعنى حبهم، وحب دينهم، ونصرتهم، ونصرة دينهم، وهذا كفر أكبر مخرج من الملة.

والدرجة الثانية: موالاة لا تخرج من الملة، تدور مع الأحكام الشرعية الخمسة، وبينها ووضحها؛

أمّا الموالاة بمعنى التشبه بهم في أمورهم الدنيا فيما هو من خصائصهم فهذا من التشبه بهم، وهو محرم. 

أمّا الموالاة بمعنى التعامل معهم في الظاهر بالبيع والشراء ونحوه من المعاملات، فهذا لا حرج فيه، وهو من المباحات؛ فقد مات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ودرعه مرهونة عند يهودي.

أما الموالاة بمعنى تحقيق الحق والعدل، ونصرتهم في ذلك فهذا مأمور به شرعاً، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ للهِ شُهَدَاءَ بِالقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (المائدة:8). 

أمّا موالاتهم بمعنى ترغيبهم في الحق ودين الإسلام فهذا مستحب. 

وموالاتهم بمعنى تفضيلهم في أمور الدنيا على المسلمين، كالأجير الكافر يفضل لحسن صنعته على المسلم، فهذا خلاف الأولى.

هل يبقى بعد ذلك في نفس ذلك الطالب في صف الدراسة أي مكان أو بيئة لفكر تكفيري ضال؟! 

يبقى شيء لابد من التنبيه إليه:


وهو أن مناهج التعليم الدراسية التي قررت التوحيد ونواقض الإسلام، ليست السبب في الفكر الضال الذي جاء بداعش والقاعدة، ولكنه زيغ القلوب، قال -جل وعلا-: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الأَلْبَابِ}. (آل عمران:7).