السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الجمعة، 5 ديسمبر 2014

كشكول ٢٥٩: الفتن نوعان


الفتن نوعان:

النوع الأول: فتن الشبهات.

والمراد بها: الفتن المتعلقة بالدين. 

وهي أشد وأخطر من فتن الشهوات، لأنها قد تخرج الإنسان طهارة التوحيد إلى نجاسة الشرك والكفر والإلحاد والزندقة، أو من نور السنة إلى ظلمة البدع والضلالات. 

وهذه الشبه تخرج من حين لآخر، 

وتكثر في وقت وتضعف في آخر، 

ودعاتها في ازدياد وتكاثر، 

وقد تخرج في جريدة 

أو في مجلة 

أو في كتاب 

أو في شريط 

أو في فضائية 

أو في الإنترنت، 

أو عن طريق مجادلة، 

أو مناظر مع ملحد، 

أو مبتدع. 

وقد يكون الرجل صاحب عقيدة صحيحة طيبة، ومحب للتوحيد والسنة، وتعظيم للسلف، فيجر نفسه إلى السماع والإصغاء لملحد أو مبتدع أو قراءة كتبه؛ فيورد عليه شبهة يضل بها ويهلك. 

وهذه الشُّبَه قد تتعلق بالله سبحانه وأسمائه وصفاته وأفعاله، 

أو بالرسل والأنبياء، 

أو بالقرآن، 

أو بالصحابة، 

أو بالقدر، 

أو باليوم الآخر وما فيه، 

أو بالغيبيات، 

أو بالتوحيد والشرك، 

أو بالسنة والبدعة، 

أو ببعض الواجبات، 

أو المحرمات، 

أو الأدوية الواردة في السنة. وغير ذلك.

النوع الثاني: فتن الشهوات. 

والمراد بها: الشهوات الموصلة والمشجعة على فعل المعاصي ومقارفتها. 

وهذه الفتن شديدة الخطورة لا سيما في عصرنا؛ لأنها أكثر إغراء، وأقرب إلى النفوس الضعيفة؛ فينخدع بها المسلم أول الأمر، ثم يتورط فيها حتى تسوخ قدمه في الباطل، ويذهب إيمانه أو يضعف. 

ومن أمثلتها: 

شهوة المال، 

وشهوة الفواحش، 

وشهوة الملاهي، 

وشهوة المأكولات، 

وشهوة المشروبات، 

وشهوة الملبوسات، 

وشهوة تقليد الكفار والفساق. 

فشهوة المال مثلاً تفضي إلى الوقوع في آثام كثيرة، كسفك الدماء بالحروب بين الدول، أو بين القبائل بعضها مع بعض، أو سرقة بيوت الناس ومتاجرهم ومراكبهم، أو أكل أموالهم بالطرق والحيل المحرمة، أو بيع الأشياء المحرمة. فما يعود يهتم من أين اكتسبه ولا فيما أنفقه!

وشهوة الفاحشة تفضي إلى الوقوع في الاغتصاب، والزنا، وعمل قوم لوط، والإكثار من الاستمناء بغير حاجة، واستدراج القُصَّر، وضعاف العقول، إلى ولوج باب الرذيلة، وتفضي إلى مشاهدة العُري في الفضائيات أو الفيديو أو الإنترنت أو الصحف والمجلات، أو ملاحقة النساء في الأسواق، أو عبر أجهزة التواصل المرئي والمسموع، كالهاتف الجوال وكاميرا الكمبيوتر. 

ويزاد على ذلك ما تجر إليه من الضعف في أداء الواجبات،

والتقصير والتساهل في القيام بها،

بل تركها وهجرها.


وقد يكون الرجل عنده عفة وخوف ودين، فيلج باب هذا النوع من الفتن؛ فيفسد ويهلك.