السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الجمعة، 5 ديسمبر 2014

كشكول ٢٥٦: كلام لابن باز -رحمه الله- في كيفية الدعوة لمن أخطأ


كلام لابن باز -رحمه الله- في كيفية الدعوة لمن أخطأ.

قال الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله ابن باز -رحمه الله- (مجموع فتاوى الشيخ 7/344): «أوصي العلماء وجميع الدعاة وأنصار الحق أن يتجنبوا المسيرات والمظاهرات التي تضر الدعوة ولا تنفعها، وتسبب الفرقة بين المسلمين والفتنة بين الحكام والمحكومين.
وإنما الواجب سلوك السبيل الموصلة إلى الحق، واستعمال الوسائل التي تنفع ولا تضر، وتجمع ولا تفرق، وتنشر الدعوة بين المسلمين، وتبين لهم ما يجب عليهم بالكتابات، والأشرطة المفيدة، والمحاضرات النافعة، وخطب الجمع الهادفة التي توضح الحق وتدعو إليه، وتبين الباطل وتحذر منه، مع الزيارات المفيدة للحكام والمسئولين، والمناصحة كتابة أو مشافهة بالرفق والحكمة والأسلوب الحسن؛ عملاً بقول الله -عز وجل- في وصف نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-: (سورة آل عمران الآية 159): {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} الآية. وقوله -عز وجل- لموسى وهارون -عليهما الصلاة والسلام- لما أرسلهما إلى فرعون: (سورة طه الآية 44): {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى}»اهـ.

ويقول سماحته (مجموع فتاوى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- (27/164)):
«فالواجب على الداعي إلى الله أن يتحمل.
وأن يستعمل الأسلوب الحسن الرفيق اللين في دعوته للمسلمين والكفار جميعًا. لا بد من الرفق مع المسلم، ومع الكافر، ومع الأمير، وغيره، ولا سيما الأمراء والرؤساء والأعيان؛ فإنهم يحتاجون إلى المزيد من الرفق والأسلوب الحسن؛ لعلهم يقبلون الحق، ويؤثرونه على ما سواه، وهكذا من تأصلت في نفسه البدعة أو المعصية، ومضى عليه فيها السنون، يحتاج إلى صبر حتى تقتلع البدعة، وحتى تزال بالأدلة، وحتى يتبين له شر المعصية وعواقبها الوخيمة؛ فيقبل منك الحق ويدع المعصية.
فالأسلوب الحسن من أعظم الوسائل لقبول الحق.
والأسلوب السيئ العنيف من أخطر الوسائل في رد الحق، وعدم قبوله، وإثارة القلاقل والظلم والعدوان والمضاربات.

ويلحق بهذا الباب ما قد يفعله بعض الناس من المظاهرات التي قد تسبب شرًا عظيما على الدعاة، فالمسيرات في الشوارع والهتافات والمظاهرات ليست هي الطريق للإصلاح والدعوة؛ فالطريق الصحيح بالزيارة والمكاتبة التي هي أحسن، فتنصح الرئيس والأمير وشيخ القبيلة بهذا الطريق لا بالعنف والمظاهرة؛ فالنبي -صلى الله عليه وسلم- مكث في مكة ثلاث عشرة سنة لم يستعمل المظاهرات ولا المسيرات ولم يهدد الناس بتخريب أموالهم واغتيالهم»اهـ.