قال: «يا عمي جد مش هيك يا شيخ اتقي الله أمريكا تقتل المسلمين وأنت تقول ميثاق سامحك الله».
قلت: كانت قريش تؤذي وتقتل في المسلمين من المستضعفين في مكة الذين لم يستطيعوا الهجرة، ومع ذلك دخل الرسول -صلى الله عليه وسلم- في صلح الحديبية معها. وحفظ لهم العهد، وكان يرد من يسلم ويأتي إليه المدينة يرده إليهم في مكة.
والله -عز وجل- أمرنا بنصرة المستضعفين على الكفار، إلا الذين بيننا وبينهم عهد وميثاق، قال تعالى: {وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}. (الأنفال:72).
تأمل الآية الكريمة؛ فإن فيها ما يلي:
- أنه يجب نصرة إخواننا المستضعفين الذين يعتدي عليهم الكفار بشرطين:
الشرط الأول: أن يطلبوا نصرنا. {وإن استنصروكم}.
الشرط الثاني: أن لا يكون بيننا وبين الكفار المعتدين عليهم عهد وميثاق {إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق}.
- وفي الآية دلالة أن العهد والميثاق الذي بيننا وبين الكفار لا ينتقض بمجرد اعتدائهم على المسلمين؛ لأن الله أمر بحفظ عهدهم مع وجود الاعتداء منهم على المسلمين المستضعفين.
- وفي الآية أن النصرة إنما تكون في الدين، لا لقومية، ولا عصبية، ولا لمصالح دنيوية {وإن استنصروكم في الدين}.
- وفي الآية أن شرع الله -جل وعلا- لا يكون بالعاطفة أو بالحماسة؛ فإن هذه حدود الله -جل وعلا-، وهذا شرعه، والله يغار أن يضيع شرعه ودينه، {والله بما تعملون بصير}.
- وفي الآية تأكيد حفظ العهد والميثاق، وهذا قد جاء نصًا في آية أخرى،
قال -جل وعلا-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ}. (المائدة:1).
قال -جل وعلا-: {وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً}. (الإسراء:34).
والله الموفق.