السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

السبت، 20 ديسمبر 2014

كشكول ٣٧٣: طلب الرياسة وتصدر الحدث


طلب الرياسة وتصدر الحدث.

قال الإمام الشافعي -رحمه الله تعالى-: «من طلب الرئاسة فرَّتْ منه، وإذا تصدّر الحدث فاته علمٌ كثير». (صفوة الصفوة (2/252).).

يعني: إذا صار الحدث صدراً؛ لم يسهل عليه الجلوس للعلماء لطلب العلم.

وبوب البخاري في كتاب العلم، باب الاغتباط في العلم؛ وعلق فيه 

وَقَالَ عُمَرُ: «تَفَقَّهُوا قَبْلَ أَنْ تُسَوَّدُوا».

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (هو البخاري صاحب الصحيح): «وَبَعْدَ أَنْ تُسَوَّدُوا وَقَدْ تَعَلَّمَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي كِبَرِ سِنِّهِمْ».

قال ابن حجر -رحمه الله- في فتح الباري (1/ 166): 

«وإنما عقبه البخاري بقوله: «وبعد أن تسودوا»؛ ليبين أن لا مفهوم له؛ خشية أن يفهم أحد من ذلك أن السيادة مانعة من التفقه.

وإنما أراد عمر: أنها قد تكون سببًا للمنع؛ لأن الرئيس قد يمنعه الكبر والاحتشام أن يجلس مجلس المتعلمين؛

ولهذا قال مالك عن عيب القضاء، أن القاضي إذا عزل لا يرجع إلى مجلسه الذي كان يتعلم فيه.

وقال الشافعي: «إذا تصدر الحدث فاته علم كثير».

وقد فسره أبو عبيد في كتابه غريب الحديث فقال: «معناه تفقهوا وأنتم صغار قبل أن تصيروا سادة؛ فتمنعكم الانفة عن الأخذ عمن هو دونكم فتبقوا جهالاً».


وفسره شمر اللغوي بالتزوج؛ فإنه إذا تزوج صار سيد أهله، ولا سيما إن ولد له»اهـ.