السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

السبت، 20 ديسمبر 2014

كشكول ٣٧٨: ليست النصيحة مجرد الدلالة على الخير، أو من أجل الدنيا!


ليست النصيحة مجرد الدلالة على الخير، أو من أجل الدنيا!

قال الخطابي -رحمه الله- في معالم السنن (4/ 125): «النصيحة كلمة يعبر بها عن جملة هي إرادة الخير للمنصوح له.
وليس يمكن أن يعبر هذا المعنى بكلمة واحدة تحصرها وتجمع معناها غيرها.
وأصل النصح في اللغة: الخلوص، يقال: نصحت العسل إذا خلصته من الشمع.
فمعنى نصيحة للّه سبحانه: صحة الاعتقاد في وحدانيته، وإخلاص النية في عبادته. 
والنصيحة لكتاب الله: الإيمان به، والعمل بما فيه.
والنصيحة لرسوله: التصديق بنبوته، وبذل الطاعة له فيما أمر به ونهى عنه.
والنصيحة لأئمة المؤمنين: أن يطيعهم في الحق، وأن لا يرى الخروج عليهم بالسيف إذا جاروا.
والنصيحة لعامة المسلمين: إرشادهم إلى مصالحهم»اهـ.

ولذلك من بايع إمامه من أجل الدنيا والمناصب، لم ينصح له، وهو من الثلاثة الذين لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم؛

أخرج البخاري تحت رقم: (7212)، ومسلم تحت رقم: (108) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «ثَلاَثَةٌ لاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَلاَ يُزَكِّيهِمْ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ: 

رَجُلٌ عَلَى فَضْلِ مَاءٍ بِالطَّرِيقِ يَمْنَعُ مِنْهُ ابْنَ السَّبِيلِ.

وَرَجُلٌ بَايَعَ إِمَامًا لاَ يُبَايِعُهُ إِلَّا لِدُنْيَاهُ، إِنْ أَعْطَاهُ مَا يُرِيدُ وَفَى لَهُ، وَإِلَّا لَمْ يَفِ لَهُ.

وَرَجُلٌ يُبَايِعُ رَجُلًا بِسِلْعَةٍ بَعْدَ العَصْرِ، فَحَلَفَ بِاللَّهِ لَقَدْ أُعْطِيَ بِهَا كَذَا وَكَذَا فَصَدَّقَهُ، فَأَخَذَهَا، وَلَمْ يُعْطَ بِهَا».