السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

السبت، 15 نوفمبر 2014

سؤال وجواب ٤٣: إذا لم يتضح الدليل في المسألة ماذا أصنع؟


سؤال: «إذا لم يتضح الدليل في المسألة ماذا أصنع؟».

الجواب:

تنزل بالمسلم نوازل كثيرة عديدة، وقد لا يتيسر له بحث المسألة ولا الرجوع إلى أهل العلم، ويحتاج إلى الجواب سريعاً لاتخاذ قراره في المسألة... ماذا يصنع؟ 

عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: «سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنِ الْبِرِّ وَالْإِثْمِ، فَقَالَ: «الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ، وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ».». (رَوَاهُ مُسْلِمٌ).

وَعَنْ وَابِصَةَ بْنِ مَعْبَدٍ قَالَ: «أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: «جِئْتَ تَسْأَلُ عَنِ الْبِرِّ وَالْإِثْمِ؟». قُلْتُ: «نَعَمْ»، قَالَ: «اسْتَفْتِ قَلْبَكَ، الْبَرُّ مَا اطْمَأَنَّتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ، وَاطْمَأَنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ، وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي النَّفْسِ، وَتَرَدَّدَ فِي الصَّدْرِ، وَإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ وَأَفْتَوْكَ».». قَالَ النووي -رَحِمَهُ اللَّهُ-: «حَدِيثٌ حَسَنٌ رَوَيْنَاهُ فِي (مُسْنَدَيِ الْإِمَامَيْنِ أَحْمَدَ وَالدَّارِمِيِّ) بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ». (انظر جامع العلوم والحكم الحديث السابع والعشرين). 

فأرشد الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى أمارتين تسترشد بها في معرفة الإثم:

الأمارة الأولى: أن الإثم ما حاك في النفس، وتردد في الصدر.

الأمارة الثانية: أن تكره أن يطلع عليه الناس.

وغالبًا تكون الأمارة الأولى قبل الفعل، والثانية بعده.

وقضية أن تكره أن يطلع عليه الناس فيها إرشاد إلى النظر في مآلات الأمر الذي نزل بك وتريد معرفة حكمه.

النظر في المآلات إذا كان من صاحب معرفة وصدق سيرشده إلى أن يعرف الحكم. 

وهذا كثيراً ما يفزع إليه أهل العلم في المسائل الحادثة. 

تعلم أن تنظر إلى مآلات الأمر الذي تطلب حكمه ولا تعرف دليله، فإن هذا يعينك على الوصول إلى معرفة الحق.


وأهل الباطل لا يريدون ذلك؛ فهم غلبت عليهم شهواتهم، وشبهاتهم؛ فحجبتهم عن إبصار الحق؛ فهم لا ينظرون نهائياً، وهذا من معاني حجب التوبة عن صاحب البدعة؛ لأنه يرى نفسه على حق فلا يوفق للتوبة... والله الموفق.