السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

السبت، 15 نوفمبر 2014

قال وقلت ٣٤: ليس السلفيون هم من يفرقون، بل من يخالف السلفية هو من يفارقها ويفرق بين المسلمين!


قال: «لا تفرقوا بين المسلمين! أما سمعت قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «لا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض»!».

فقلت: إطلاق هذا الكلام غير مستقيم؛ 

أولاً:  بين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه سيكون في هذه الأمة فرق، وأهل اختلاف، وقال: «وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة». فليس السلفيون هم من يفرقون، بل من يخالف السلفية هو من يفارقها، ويفرق بين المسلمين!

ثانيًا: مع إخباره -صلى الله عليه وسلم- أن من صلى صلاتنا، وأكل ذبيحتنا فهو المسلم، فقد حذرنا من البدع وأهلها فقال: «إياكم ومحدثات الأمور، ومن شذ شذ في النار». وشرع لنا هجر أصحاب المعاصي، فمن باب أولى أصحاب البدع، بل وأخبرنا عن طوائف منهم كالفرقة التي تمرق من الدين كما يمرق السهم من الرمية وأمرنا بقتالهم. 

ثالثًا: نهانا عن التكفير لمجرد الخلاف. فلا يكفر إلا من كفره الله ورسوله، وقامت عليه الحجة بذلك. وهذا معنى قوله -صلوات ربي وسلامه عليه-: «لا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض». 

وعليه فإن التحذير من البدعة وأهلها ليس داخلاً في قوله: «لا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض». 

وقد جرى السلف على هذا، فحذروا من أهل البدع والأهواء، ومنعوا من مجالستهم ومصاحبتهم والاستماع إلى قولهم. 


وحكي إجماعهم على ذلك. هذا مالزم بيانًا، والله الموفق.