السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الخميس، 15 أكتوبر 2015

خبر الكتاب ٨٦


خبر الكتاب : (86)
كتب لم يصنف مثلها
في ذكر مناقب الكتب، وأوصاف العلماء لها [بيان ما لها من الجلالة وعدمها، والتنبيه على مراتبها، في ذلك إرشاد للطالب إلى تحصيلها، وتعريف له بما يعتمده منها، وتحذيره مما يخاف من الاعتزار به]([1]) وبالله التوفيق.
ومن هذه الكتب :
= (جامع البيان عن تأويل آي القرآن)، لمحمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، أبو جعفر الطبري (ت310هـ) رحمه الله، قال الذهبي رحمه الله (ت748هـ) رحمه الله: "وَلَهُ كِتَاب (التَّفْسِيْر) لَمْ يصَنّف مثلُه، وَكِتَاب سَمَّاهُ (تَهْذِيْب الآثَار) لَمْ أَرَ سِوَاهُ فِي مَعْنَاهُ، لَكِن لَمْ يُتِمَّه، وَلَهُ فِي أُصُوْل الفِقْه وَفُرُوْعه كتبٌ كَثِيْرَةٌ مِنْ أَقَاويل الفُقَهَاء، وَتَفَرَّدَ بِمَسَائِلَ حُفِظَت عَنْهُ"اهـ([2]) .
= (مقاييس اللغة) ، لأحمد بن فارس بن زكريا اللغوي (ت369هـ) رحمه الله. قال شهاب الدين أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله الرومي الحموي (المتوفى: 626هـ) رحمه الله : "كتاب مقاييس اللغة، وهو كتاب جليل لم يصنف مثله"اهـ([3]) .
= (المحكم والمحيط الأعظم)، لأبي الحسن علي بن إسماعيل بن سيده المرسي (ت: 458هـ) رحمه الله، قال جمال الدين أبو الحسن علي بن يوسف القفطي (المتوفى: 646هـ) رحمه الله عن ابن سيده وكتابه: "إمام فى اللّغة والعربية. جمع فى اللغة كتاب (المحكم)، يقارب عشرين مجلدا، لم ير مثله فى فنه، ولا يعرف قدره إلا من وقف عليه، وهو فى وقف التاج البندهىّ بدمشق فى رباط الصوفية؛ لو حلف الحالف أنه لم يصنّف مثله لم يحنث"اهـ([4]).
= (التمهيد لما في الموطأ من الأسانيد)([5])، لأبي عمر يوسف بن عبدالله بن محمد بن عبدالبر النمري الأندلسي القرطبي المالكي (ت463هـ) رحمه الله. قال ابن حزم (ت456هـ) رحمه الله: "كتاب التمهيد لصاحبنا أبي عمر يوسف بن عبدالبر ـ وهو الآن بعد في الحياة لم يبلغ سن الشيخوخة ـ وهو كتاب لا أعلم في الكلام على فقه الحديث مثله أصلاً فكيف أحسن منه"([6]). قال ابن تيمية رحمه الله عن هذا الكتاب: "وهو أشرف كتاب صنف في فنه"اهـ([7]). قلت: وبالجملة فهو كتاب جليل، حافل، من رآه رأى العجب العجاب، فسبحان الله الوهاب.
= (الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار)([8])، لأبي عمر يوسف ابن عبدالبر (ت463هـ). صنفه بعد "التمهيد"، وقصد فيه شرح جميع أقاويل الصحابة والتابعين في الموطأ، وما لمالك فيه من قوله الذي بنى عليه مذهبه، واختاره من أقاويل سلف أهل بلده، الذين هم الحجة عنده على من خالفهم، مع ذكر ما لفقهاء الأمصار من التنازع في معاني كل قول رسمه مالك في الموطأ. وقد رتبه على أبواب الموطأ. قال أبو الطاهر السلفي (ت576هـ) رحمه الله عن كتاب الاستذكار: "هو كتاب لم يصنف في فنه مثله"اهـ([9]).
= كتاب (الإنصاف في التنبيه على الأسباب التي أوجبت الاختلاف بين المسلمين في آرائهم) لعبد الله بن محمد بن السيد البطليوسي، (أبو محمد) (ت521هـ) رحمه الله، أديب، نحوي، لغوي، مشارك في انواع من العلوم([10]) . قال شهاب الدين أحمد بن محمد بن أحمد بن يحيى، أبو العباس المقري التلمساني (المتوفى: 1041هـ) رحمه الله: "وله كتاب "التنبيه على الأسباب التي أوجبت الاختلاف بين المسلمين في رأيهم واعتقادهم" وهو كتاب عظيم. لم يصنف مثله"اهـ([11]) .
= (الفتح العزيز في شرح الوجيز). لعبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم بن الفضل بن الحسن القزويني الإمام الجليل أبو القاسم الرافعي (ت623هـ) رحمه الله. قال في ترجمته تاج الدين عبد الوهاب بن تقي الدين السبكي (المتوفى: 771هـ) رحمه الله: "صاحب الشرح الكبير المسمى بـ(العزيز) وقد تورع بعضهم عن إطلاق لفظ (العزيز) مجردا على غير كتاب الله فقال : (الْفَتْح الْعَزِيز فِي شرح الْوَجِيز)"، ثم قال: "وكفاه بـ(الفتح العزيز) شرفا فلقد علا به عنان السماء مقدارا وما اكتفى فإنه الذي لم يصنف مثله في مذهب من المذاهب ولم يشرق على الأمة كضيائه في ظلام الغياهب"اهـ([12]).
= (جامع الأصول في أحاديث الرسول) لمجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن محمد ابن عبد الكريم الشيباني الجزري ابن الأثير (ت 606هـ) رحمه الله. قال ياقوت الحموي (ت626هـ) رحمه الله في ترجمته لما عدد مؤلفته: " كتاب جامع الأصول في أحاديث الرسول عشر مجلدات جمع فيه بين البخارى ومسلم والموطأ وسنن أبي داود وسنن النسائي والترمذي عمله على حروف المعجم، وشرح غريب الأحاديث ومعانيها وأحكامها ووصف رجالها ونبه على جميع ما يحتاج إليه منها قال المؤلف. أقطع قطعا أنه لم يصنّف مثله قط ولا يصنف"اهـ([13]).
= كتاب (المنتقى في الأحكام)([14])  لمجد الدين أبي البركات ابن تيمية (ت652هـ) رحمه الله. قال في ابن الجزري رحمه الله: "وألف كتاب المنتقي في الأحكام وهو مشهور لم يؤلف مثله"اهـ([15]) .
= (المجموع شرح المهذب)، لأبي زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (ت 676هـ) رحمه الله. قال شمس الدين أبو الخير محمد بن عبد الرحمن بن محمد السخاوي (ت 902هـ) رحمه الله: " وكتابه " شرح المهذب " لم يصنف في المذهب على مثل أسلوبه"اهـ([16]) . وقال رحمه الله: "قال العثماني قاضي صفد: إنه (يعني: شرح المهذب) لا نظير له، لم يصنّف مثله، ولكنه ما أكمله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، إذ لو أكمله ما احتيج إلى غيره، وبه عُرف قدره، واشتهر فضله"اهـ([17]).
= (البديع في أصول الفقه) ، لمظفر الدين الحنفي البغدادي ابن الساعاتي صاحب البديع في الأصول وهو  أحمد بن علي بن تغلب بن أبي الضياء، مظفر الدين أبو العباس ابن الإمام نور الدين البعلبكي الأصل، البغدادي المولد والمنشأ، الحنفي، المعروف بابن الساعاتي694هـ)، رحمه الله . قال يوسف بن تغري بردي بن عبد الله الظاهري الحنفي، أبو المحاسن، جمال الدين (ت874هـ) رحمه الله: "ألف التأليف المفيدة الحسنة، من ذلك: البديع في أصول الفقه الذي لم يصنف مثله، جمع فيه بين أصول فخر الإسلام البزدوي والأحكام للآمدي"اهـ([18]).
= (الإمام) لمحمد بن علي بن وهب بن مطيع، أبو الفتح، تقيّ الدين القشيري، المعروف كأبيه وجده بابن دقيق العيد (ت702هـ) رحمه الله، قال تاج الدين عبد الوهاب بن تقي الدين السبكي (المتوفى: 771هـ) رحمه الله: "وَمن مصنفاته كتاب الإِمَام فِي الحَدِيث وَهُوَ جليل حافل لم يصنف مثله"اهـ([19]) .
= (تهذيب الكمال)([20])، ليوسف بن عبد الرحمن بن يوسف، أبي الحجاج، جمال الدين ابن الزكي أبي محمد القضاعي الكلبي المزي (ت742هـ) رحمه الله، محدث الديار الشامية في عصره. قال تاج الدين عبد الوهاب بن تقي الدين السبكي (المتوفى: 771هـ) رحمه الله : "وصنف تَهْذِيب الْكَمَال الْمجمع على أَنه لم يصنف مثله"اهـ([21]).
= (القاموس المحيط) ، لمجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب الفيروزآبادى (المتوفى: 817هـ) رحمه الله، قال السخاوي (ت902هـ) رحمه الله : "وَله تَحْصِيل فِي فنون من الْعلم سِيمَا اللُّغَة فَلهُ فِيهَا الْيَد الطُّولى وَألف فِيهَا تواليف حَسَنَة مِنْهَا الْقَامُوس وَلَا نَظِير لَهُ فِي كتب اللُّغَة لِكَثْرَة مَا حواه من الزِّيَادَات على الْكتب الْمُعْتَمدَة كالصحاح، قلت وَقد ميز فِيهِ زياداته عَلَيْهِ فَكَانَت غَايَة فِي الْكَثْرَة بِحَيْثُ لَو أفردت لجاءت قدر الصِّحَاح أَو أَكثر فِي عدد الْكَلِمَات وَأما مَا نبه عَلَيْهِ من أَوْهَامه فشيء كثير أَشَارَ إِلَيْهِ فِي الْهَامِش بصفر وأعراه من الشواهد اختصارا، وَنبهَ فِي خطبَته على الِاكْتِفَاء عَن قَوْله مَعْرُوف بِحرف الْمِيم وَعَن مَوضِع بِالْعينِ وَعَن الْجمع بِالْجِيم وَعَن جمع الْجمع بجج وَعَن الْقرْيَة بِالْهَاءِ وَعَن الْبَلَد بِالدَّال وَضبط ذَلِك بالنظم بَعضهم بل أثنى على الْكتاب الْأَئِمَّة نظما ونثرا وَتعرض فِيهِ لأكْثر أَلْفَاظ الحَدِيث والرواة وَوَقع لَهُ فِي ضبط كثيرين خطأ فَإِنَّهُ كَمَا قَالَ التقي الفاسي فِي ذيل التَّقْيِيد لم يكن بالماهر فِي الصَّنْعَة الحديثية وَله فِيمَا يَكْتُبهُ من الْأَسَانِيد أَوْهَام"اهـ([22]). قلت: وضع القبول لهذا الكتاب، حتى أصبحت كتب اللغة تسمى القواميس مفردها قاموس، على اسمه.
= (النشر في القراءات العشر)، لشمس الدين أبي الخير ابن الجزري، محمد بن محمد بن يوسف (ت833 هـ) رحمه الله، قال جلال الدين السيوطي (ت911هـ) رحمه الله : "ألف (النشر في القراءات العشر) لم يصنف مثله"اهـ([23]).



([1]) تهذيب الأسماء واللغات (1/ 11)، بتصرف.
([2]) سير أعلام النبلاء ط الرسالة (14/ 270).
([3]) معجم الأدباء = إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب (1/ 412).
([4]) إنباه الرواة على أنباه النحاة (2/ 225).
([5]) وهو مطبوع، بتحقيق محمد عبدالكبير البكري، وزملائه، توزيع مكتبة الأوس، المدينة المنورة.
([6]) نقله في نفح الطيب (3/169) عن رسالة ابن حزم في فضل الأندلس.
([7]) مجموع الفتاوى (3/220).
([8] ) مطبوع، من طبعاته طبعة دار الكتب العلمية بتحقيق سالم محمد عطا، ومحمد علي معوض، الطبعة الأولى 1421هـ.
([9]) مقدمة إملاء الاستذكار ص34. (ضمن لقاء العشر الأواخر).
([10]) معجم المؤلفين (6/ 121).
([11]) أزهار الرياض في أخبار القاضي عياض (3/ 102).
([12]) طبقات الشافعية الكبرى ـ موافق للمطبوع (8/ 281 – 282).
([13]) معجم الأدباء = إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب (5/ 2271).
([14]) مطبوع، بتحقيقف محمد حامد الفقي، وعليه شرح للشوكاني الموسوم بـ (نيل الأوطار).
([15]) غاية النهاية في طبقات القراء (1/ 386).
([16]) المنهل العذب الروي (ص: 13، بترقيم الشاملة آليا).
([17]) المنهل العذب الروي (ص: 14، بترقيم الشاملة آليا).
([18]) المنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي (1/ 420- 421).
([19]) طبقات الشافعية الكبرى للسبكي (9/ 212).
([20]) مطبوع بتحقيق بشار عواد.
([21]) طبقات الشافعية الكبرى للسبكي (10/ 401).
([22]) الضوء اللامع لأهل القرن التاسع (10/ 84).
([23]) ذيل تذكرة الحفاظ (ص: 377).