السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الخميس، 15 أكتوبر 2015

خبر الكتاب ٨٤


خبر الكتاب : (84)
كتب احترقت قضاء وقدراً.
وهذا ذكر جملة من الكتب احترقت قضاء وقدراً ، فمنها ما تأثر ضبط اصحابها بسبب احتراقها، ومنها ما تمكن أصحابها من إعادتها بعد حرقها، ومنها ما لم يبق منها إلا  القليل منها.
وممن احترقت كتبه:
= [عبد الله بن لَهِيعَة بن عقبَة الْحَضْرَمِيّ الغافقي قَاضِي مصر كنيته أَبُو عبد الرَّحْمَن كَانَ مولده سنة سِتّ وَتِسْعين وَمَات سنة أَربع وَسبعين وَمِائَة وَصلى عَلَيْهِ دَاوُد بن يزِيد بن حَاتِم وَكَانَ شَيخا صَالح وَلكنه كَانَ يُدَلس عَن الضُّعَفَاء قبل احتراق كتبه ثمَّ احترقت كتبه فِي سنة سبعين وَمِائَة قبل مَوته بِأَرْبَع سِنِين وَكَانَ أَصْحَابنَا يَقُولُونَ إِن سَماع من سمع مِنْهُ قبل احتراق كتبه مثل العبادلة فسماعهم صَحِيح وَمن سمع مِنْهُ بعد احتراق كتبه فسماعه لَيْسَ بِشَيْء وَكَانَ ابن لَهِيعَة من الْكِتَابَيْنِ للْحَدِيث والجماعين للْعلم والرحالين فِيهِ]([1]).
= [إبراهيم بن منقذ بن إبراهيم، أبو إسحاق العصفرى، من أصحاب ابن وهب، وكانت كتبه احترقت قديمًا بقيت له منها بقية، وكان يحدث بما بقى له من كتبه] ([2]).
= [أَبُو خَلِيفَةَ الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ احْتَرَقَتْ كُتُبُهُ مِنْهُمْ مَنْ وَثَّقَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ تَكَلَّمَ فِيهِ وَهُوَ إِلَى التَّوْثِيقِ أَقْرَبُ] ([3]).
= [أحمد بن عبد الوارث بن جرير بن عيسى الأسوانىّ العسّال: كنيته: أبو بكر. دعوتهم فى موالى عثمان بن عفان.  كان ثقة. وكانت كتبه احترقت، وبقى منها أربعة أجزاء. وهو آخر من حدث عن محمد بن رمح، وعاش بعد احتراق كتبه سنة واحدة، وتوفى يوم الجمعة لخمس خلون من جمادى الآخرة سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، وقد جاوز التسعين] ([4]).
= [الميداني، أَبُو الحُسَيْنِ، عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ جَعْفَرِ بنِ عَلِيٍّ، الدِّمَشْقِيُّ، ابْنُ المَيْدَانِيِّ. توفّي أَبُو الْحُسَيْن عبد الْوَهَّاب بن جَعْفَر الميداني يَوْم السبت لسبع بَقينَ من جمادي الأولى سنة ثَمَان عشرَة وأربعمئة. وَذكر أَن مولده سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وثلاثمئة.  قَالَ الكَتَّانِيّ: ذكرَ أَنَّهُ كتب بِمائَة رِطل حِبْر، احْتَرَقت كُتُبُه وَجَدَّدهَا]([5]). ومن خبره : أنه [كان لا يبخل بإعارة شيئِ من كتبه سوى كتاب واحد كان يضن بإعارته، فلما احترقت كتبه استجد جميعها من النسخ التي كتبت منها غير ذلك الكتاب الذي ضن بإعارته، فإنه لم يقدر على نسخه، وآلى على نفسه ألا يبخل بإعارة كتابٍ]([6]).
= [ابن صصرى، أبو المواهب، الحسن بن العَدْلِ أَبِي البَرَكَاتِ هِبَةِ اللهِ بنِ مَحْفُوْظِ بنُ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ الحُسَيْنِ بنِ صَصْرَى، التَّغْلِبِيُّ، البَلَدِيُّ الأَصْل، الدِّمَشْقِيُّ، الشَّافِعِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَكَانَ اسْمه نَصْر اللهِ، فَغَيَّرَه. وَجَمَعَ "المُعْجَم"، وَصَنَّفَ التَّصَانِيْفَ، وَصَنَّفَ فِي "فَضَائِل الصَّحَابَة" وَ"عَوَالِي ابْن عُيَيْنَةَ" وَ"فَضَائِل القُدْس" وَ"ربَاعِيَات التَّابِعِيْنَ"، وَقَدِ احْتَرَقت كتبه بِالكلاّسَة، ثُمَّ إِنَّهُ وَقَفَ خزَانَة أُخْرَى . مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ وَلَهُ تِسْعٌ وَأَرْبَعُوْنَ سَنَةً]([7]).
= [حمزة بن علي ، ابن حمزة بن فارس ،  أَبُو يَعْلَى ابْنُ القُبَّيْطِيِّ الحَرَّانِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ، أَخُو المُحَدِّثِ أَبِي الفَرَجِ مُحَمَّدٍ. وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ. وَكَتَبَ وَتعبَ وَحصَّلَ الأُصُوْلَ، لَكِنِ احترقَتْ كتُبُهُ، وَكَانَ مليحَ الكِتَابَةِ، مُتْقِناً، إِمَاماً] ([8]).
= [شمس الدين الكتبي الجزري، المعروف بالفاشوشة، ويُعرف بابن شمعون. كان يّذكر أنّه سمع من فخر الدين بن تيمية. كان يتجر بالكتب باللبادين، ويدخر منها كل ما يطلبه من عاج إلى ملة أو مال إلى دين. وكان يتشيع، ويرى أن عرفه بذاك يتضوع وهو يتضيع. احترقت كتبه في حريق اللبادين المشهور، وذهب له في ذلك خمسة آلاف مجلدة على ما هو مذكور، ولم يبق له إلا ما هو في العرض، أو في العارية التي رمق منها عيشه على برض]([9]) .
= [محمد بن أحمد علاء الدين بن محمد بن قاضي خان بن بهاء الدين بن يعقوب بن حسن بن علي النهرواني الشيخ الإمام العلامة، المحقق المدقق الفهامة، الشيخ قطب ابن الشيخ العلاء علاء الدين النهرواني الأصل الهندي، ثم المكي الحنفي، ومن مؤلفاته طبقات الحنفية احترقت في جملة كتبه]([10]).
وغيرهم.



([1]) المجروحين لابن حبان (2/ 11). وفي تذكرة الحفاظ = طبقات الحفاظ للذهبي (1/ 175): "قال أحمد بن حنبل: من كان مثل ابن لهيعة بمصر في كثرة حديثه وضبطه وإتقانه. ... حدثني إسحاق بن موسى أنه لقيه سنة أربع وستين وإن كتبه احترقت سنة تسع وستين ومائة. وأما سعيد بن أبي مريم فقال لم يحترق له كتاب وكان يضعفه. أبو داود سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما كان محدث مصر إلا ابن لهيعة. وقال أحمد بن صالح: كان ابن لهيعة صحيح الكتاب طلابا للعلم. وقال زيد بن الحباب قال سفيان الثوري: عند ابن لهيعة الأصول وعندنا الفروع. وقال عثمان بن صالح: احترقت داره وكتبه وسلمت أصوله، كتبت كتاب عمارة بن غزية من أصله، وقال يحيى القطان وجماعة ضعيف: وقال ابن معين: ليس بذاك القوي. وسئل عنه أبو زرعة وعن سماع القدماء منه فقال: أوله وآخره سواء إلا أن ابن المبارك وابن وهب كانا يتبعان أصوله. قال قتيبة: لما احترقت كتب ابن لهيعة بعث إليه الليث من الغد بألف دينار ولما مات سمعت الليث يقول: ما خلف مثله قلت: ولي قضاء مصر سنة خمس وخمسين ومائة تسعة أشهر وقرر له المنصور في الشهر ثلاثين دينارا وقد وقع لي من عواليه قال ابن يونس: ولد سنة سبع وتسعين ومات في نصف ربيع الأول سنة أربع وسبعين ومائة رحمه الله تعالى قلت يروى حديثه في المتابعات ولا يحتج به"اهـ. قلت : والخلاصة أن في حاله أقوال: الأول : أنه كان في أول أمره ضابطاً، ثم احترقت كتبه فحدث من حفظه وتلقن فاختل ضبطه. وعلى هذا يقبل حديث من روى عنه قبل اختلال الضبط. الثاني: أنه كان ضعيف الضبط في أول الأمر وتاليه، ولا علاقة لهذا باحتراق كتبه. فلا يقبل حديث عمن أخذ عنه قبل الاحتراق، فحديثه كله في الضعف سواء.
([2]) مغاني الأخيار في شرح أسامي رجال معاني الآثار (1/ 20- 21).
([3]) الإرشاد في معرفة علماء الحديث للخليلي (2/ 526- 527).
([4]) تاريخ ابن يونس المصرى (1/ 16- 17).
([5]) سير أعلام النبلاء/ ط الحديث (13/ 181). ذيل تاريخ مولد العلماء ووفياتهم (ص: 160).


([6]) مختصر تاريخ دمشق (15/ 275).
([7]) سير أعلام النبلاء / ط الحديث (15/ 403 – 404) .
([8]) سير أعلام النبلاء ط الحديث (16/ 20).

([9]) أعيان العصر وأعوان النصر (1/ 66).
([10]) الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة (3/ 40).