السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الخميس، 15 أكتوبر 2015

خبر الكتاب ٦٤


خبر الكتاب: (64 ).
كتابة التاريخ لها عدة طرق :
الطريقة الأولى : كتابته على أساس الحوليات، فيكتب في كل سنة ما حصل فيها من أحداث، ويذكر من توفى فيها من خلفاء وأعلام. وهو ما صنعه ابن كثير في تاريخ (البداية والنهاية)، وقبله الطبري في (تاريخ الأمم والملوك).
الطريقة الثانية : كتابته على طريقة الطبقات، والطبقة ما بين العشر سنوات إلى العشرين سنة عادة، فيذكر ما حصل فيها من أمور وأحداث ووفيات. وهذه طريقة الذهبي رحمه الله في كتابه (تاريخ الإسلام).
الطريقة الثالثة : أن يكتبه على الطبقات مقتصراً على الترجمة للأعلام، وفي سيرة كل علم يذكر ما حصل له وفي وقته من أحداث. وهذا ما صنعه الذهبي في (سير أعلام النبلاء).
الطريقة الرابعة : أن يكتب ما يتعلق بدولة معينة، فيذكر من حكم فيها وما حصل في مدة حكمه من أحداث وأحوال، كما في كتاب (أزهار الروضتين، في أخبار الدولتين) : دولة: نور الدين، وصلاح الدين، من الأكراد. لشهاب الدين عبد الرحمن بن إسماعيل، المعروف: بأبي شامة الدمشقي (ت 665هـ). وكتاب: (إتعاظ الحنفا، بأخبار الفاطميين الخلفا)، لتقي الدين أحمد بن علي المقريزي (ت845هـ).
الطريقة الخامسة : أن يكتب ما يتعلق بتاريخ مدينة من مدن الحاضرة الإسلامية، ومن دخلها  من العلماء، وما كان فيها من أحداث، كما صنعه بحشل، في كتابه (تاريخ واسط)، وهو أسلم بن سهل بن أسلم بن زياد الواسطي (ت 292هـ). وكذا الحافظ، أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني (ت430هـ)، في كتابه (ذكر أخبار أصبهان)، ومثله لأبي زكريا يحيى بن عبد الله، المعروف: بابن مندة الأصفهاني (ت445هـ)، والخطيب البغدادي (ت463هـ)، في (تاريخ بغداد)، وأبو الحسن علي بن حسن، المعروف: بابن عساكر الدمشقي (571هـ)، في كتابه (تاريخ دمشق)، وهو في نحو: ثمانين مجلدا. قال في كشف الظنون: "ذكر تراجم الأعيان، والرواة، ومروياتهم على نسق تاريخ بغداد للخطيب. لكنه أعظم منه حجما. قال: ابن خلكان، قال لي شيخنا الحافظ، زكي الدين عبد العظيم، وقد جرى ذكر هذا التاريخ، وطال الحديث في أمره: ما أظن هذا الرجل إلا عزم على وضع هذا التاريخ، من يوم عقل على نفسه، وشرع في الجمع من ذلك الوقت، وإلا فالعمر يقصر عن أن يجمع الإنسان مثل هذا الكتاب"اهـ([1]).
الطريقة السادسة : أن يكتب في تاريخ حاضرة من حواضر الإسلام، من النواحي الحضارية والأحداث الكبير ، كما صنع القاضي أبو عبد الله محمد بن سلامة القضاعي (ت 454هـ)، في كتابه: (المختار، في ذكر الخطط والآثار) في خطط مصر.  ولتقي الدين: أحمد بن عبد القادر المقريزي (ت845هـ) كتاب: (المواعظ والاعتبار، بذكر الخطط والآثار) في خطط مصر والقاهرة. ولمحمد كرد علي  (خطط الشام) ستة مجلدات، استخرجه من نحو 400 كتاب([2]).
الطريقة السابعة : أن يأخذ حادثة ويجعلها موضوع الدرس التاريخي، فقد يقتصر على مجرد جمع الروايات. وقد يزيد بالتوفيق، وقد يزيد بالتحليل والمقارنة والاستنباط. كمن يأخذ : (معركة بدر) أو (حادثة الجمل) أو (حرب الردة)، أو (الحرب العالمية) أو أي حادثة يرى أن لها محلا في الدراسة التاريخية.
الطريقة الثامنة : أن يكتب في عَلَم، ويؤرخ لحياته وعصره وإنجازاته. وهذا كثير جداً. ومن أشهرها كتب السيرة النبوية. 
الطريقة التاسعة : أن يكتب في فئة معينة من الناس، كمن يؤرخ للخلفاء، ومن يؤرخ للمغنيين، ومن يؤرخ للقادة، وهكذا.
وفي مناهج العرض إمّا أن ينهج الوصف والعرض، أو المنهج الاستردادي الوثائقي، وإمّا أن ينهج معهما منهج التحليل أو النقد معه أو هما.



([1]) كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون (1/ 294).
([2]) الأعلام للزركلي (6/203).