السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الخميس، 15 أكتوبر 2015

خبر الكتاب ٥٦


خبر الكتاب : (56).
كتاب ابن الصلاح (معرفة أنواع علم الحديث)([1] الشهير بمقدمة ابن الصلاح لم يأت كتاب في موضوعه مثله. ولذلك عكف العلماء عليه تهذيبا واختصارا ونظما وتقييدا وايضاحا.
غير أنه لم يرتبه فلم يأت عنده العلم على هيئة النظرية العلمية، المترابطة، التي يفضي بعضها إلى بعض، بسبب انه كان يمليه إملاء كلما تجمع لديه نوع من أنواع علم الحديث.
قال ابن حجر رحمه الله: "جَمَعَ الحافِظُ الفقيهُ تقيُّ الدِّينِ أَبو عَمْرٍو عُثْمانُ بنُ الصَّلاحِ عبدِ الرحمنِ الشَّهْرَزُوريُّ - نزيلُ دمشقَ -، لما وَلِيَ تدريسَ الحديثِ بالمدرَسَةِ الأشرفيَّةِ - كتابَه المَشهورَ، فهَذَّبَ فنونَهُ، وأَملاهُ شيئاً بعدَ شيءٍ، فلهذا لمْ يَحْصُلْ ترتيبُهُ على الوضعِ المُناسِبِ ، واعتنى بتصانيفِ الخَطيبِ المُتفرِّقةِ ، فجمَعَ شَتاتَ مقاصِدِها، وضمَّ إِليها مِن غَيْرِها نُخَبَ فوائِدِها، فاجتَمَعَ في كتابِه ما تفرَّقَ في غيرهِ، فلهذا عَكَفَ النَّاسُ عليهِ وساروا بسَيْرِهِ، فلا يُحْصى كم ناظِمٍ له ومُختَصِر، ومستَدْرِكٍ عليهِ ومُقْتَصِر، ومُعارِضٍ لهُ ومُنْتَصِر!"اهـ([2]).
وأنواع علم الحديث يمكن أن تكون أكثر بمزاوجة الأنواع أو بفصل التداخل، أو إفراد الأوصاف بحسب الرواة والمتون، ولكنه كما قال ابن الصلاح في آخر مقدمة كتابه: "نصب بلا أرب"!
وكان من المشاريع العلمية التي بدأ بها الشيخ بكر بن عبدالله أبوزيد رحمه الله مشروع (مد علوم الحديث) ، وأظنه نشر تحت اسمه: (النسخ الحديثية) و(ما لا يصح في الباب) إن ما خانتني الذاكرة .
وكتاب ابن حجر (نخبة الفكر) حاول فيه عرض العلم على هيئة النظرية المترابطة المحيطة ببعضها. ولذلك حصل عندهم اختيار تعريف بعض الأنواع مما ورد عن الأمئة، بغير ما قدمه ابن الصلاح في كتابه!
وسبقه إلى شيء مما صنعه ابن النفيس مكتشف الدورة الدموية في كتابه في المصطلح لكنه لم يبلغ شأو الحافظ رحمه الله.



([1]) بهذا سمّاه كما في مقدمة كتابه.
([2]) نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر/ تحقيق عتر/ (ص 39-40) بتصرف يسير