السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الخميس، 15 أكتوبر 2015

خبر الكتاب ٤٦


خبر الكتاب: (46).
من أخبار الكتب ما فعله التتار بمكتبات بغداد لما حرقوها وصنعوا من الكتب جسرا يمرون عليه لعبور النهر حتى تغير لون ماء النهر بسبب لون المداد .
لكن مهلا ... أي كتب تلك التي تسلط عليها التتار ... هذه والحمد لله كتب الإسلام موجودة .
قرأت قديما لمصطفى صادق الرافعي يمكن في كتابه عن (تاريخ آداب العرب) أو في كتابه (وحي القلم) تعليقة له عن الموضوع يشير فيها إلى أن مكتبات بغداد كانت ملآنة بكتب الفلسفة والمتكلمين وتراجم لكتب يونانية([1] ؛
فكان في فعل التتار على ما فيه من سوء حماية بتقدير الله عزوجل للمسلمين من هذا الإرث الذي ادخله المأمون على مكتبات المسلمين.
وحضرت قبل مدة محاضرة ألقاها فضيلة الشيخ نظام اليعقوبي أقامها سيادة الشريف إبراهيم الأمير بجدة. حيث اصطحبني سيادة الشريف نواف آل غالب سلمه الله معه لحضورها.
وكانت عن تجربة نظام اليعقوبي مع المخطوطات، ومن ضمن ما ذكره انه يستحي أن يقول عن مخطوط : إنه مفقود بل غايته انه لم يقف على خبره.
وذكر أن المكتبات الخاصة لعلها تحتوي ثلاثة أضعاف ما هو معروف اليوم. ولكن بسبب أنها لا تفهرس، ولا يعلن عما فيها لا يعرف خبر المخطوط الذي لديهم.



([1]) لم اهتد حتى الساعة إلى مكانها من كتب الأستاذ الرافعي رحمه الله، فلعلي وهمت، وقد ذكر أحد الأخوة نقلا عن الأستاذ محمود الطناحي رحمه الله في كتاب (مدخل إلى تاريخ نشر التراث العربي) ص22، قوله: "إن كثيرا من تراثنا قد بقي موفورا يملأ الخزائن العامة والخاصة إلى عهد قريب، وأن ما ضاع منه بسبب غفلة الناس وتفريطهم أكثر مما ضاع بسبب عوادي الحروب والأيام، ودع عنك ما يقال من أن ماء دجلة قد أسود من كثرة ما ألقي فيه من مخطوطات، أيام غارة التتار، ففي ذلك من المبالغات ما لا يخفى. وآية ذلك ما تراه في موسوعات العلماء المتأخرين، من أمثال جلال الدين السيوطي المتوفى سنة 911 هـ، وعبد القادر البغدادي، صاحب الخزانة المتوفى سنة 1093 هـ، والمرتضى الزبيدي، صاحب تاج العروس المتوفى سنة 1205 هـ، ففي مصنفات السيوطي، وفي مقدمة الخزانة والتاج، وفي أثنائهما كتب كثيرة، لا نعرف لها وجودا الآن. ولا زالت الأيام تظهرنا على مخطوطات نفيسة، كنا نعدها من المفقودات، وكم في الزوايا من خبايا "اهـ!.