السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الخميس، 15 أكتوبر 2015

خبر الكتاب ٨٢


خبر الكتاب: (82)
الكتاب يزيد حياتك عمقاً إن لم يزدها طولا!
عبارة قرأتها لبعض الأدباء .
وقال لي أحد المشايخ : العلم بحر! والعلماء فيه على أنواع؛
منهم من يتوسع في هذا البحر أفقيا، فيغطي مساحة شاسعة منه، ولكن بعمق يسير.
ومنهم من لا يغطي بعلمه مساحة كبيرة منه، لكن ما غطاه تعمق فيه إلى أبعاد كثيرة.
والناس بين هذا وهذا !
قلت : ولذلك من المهم لطالب العلم أن يعرف أنواع العلوم، فيميز علم الغاية عن علم الآلة.
وعلم الغاية هو معرفة مراد الله تعالى من كلامه المنزل على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، ومعاني كلام الرسول صلى الله عليه وسلم، للعمل به كما يريد سبحانه، وكل ما أوصل إلى هذه الغاية فهو علم آلة ووسيلة.
فالطالب يكتفي من علوم الآلة بما يؤدي الغرض وليتعمق ما ييسره الله تعالى له في علم الغاية!
 وممن ندم على اشتغاله وتعمقه في علم الإعراب والنحو والانشغال به عن معاني القرآن العظيم والحديث النبوي ثعلب! وهو أحمد بن يحيى بن زيد بن سيار الشيبانيّ بالولاء، أبو العباس، المعروف بثعلب: إمام الكوفيين في النحو واللغة. (200 - 291 هـ = 816 - 914 م) رحمه الله.
حدث أبو بكر ابن مجاهد قال:  كنت عند أبي العباس ثعلب فقال لي: يا أبا بكر اشتغل أصحاب القرآن بالقرآن ففازوا، واشتغل أهل الفقه بالفقه ففازوا، واشتغل أصحاب الحديث بالحديث ففازوا، واشتغلت أنا بزيد وعمرو فليت شعري ما يكون حالي في الآخرة؟ فانصرفت من عنده فرأيت تلك الليلة النبيّ صلى الله عليه وسلّم في المنام فقال لي: أقرىء أبا العباس عني السلام وقل له: إنك صاحب العلم المستطيل؛ قال الروذباري : أراد أن الكلام به يكمل والخطاب به يجمل، وقال مرة أخرى: أراد أن جميع العلوم مفتقرة إليه([1]).



([1]) معجم الأدباء = إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب (2/ 551).