السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الأربعاء، 22 أكتوبر 2014

سؤال وجواب ١٩: تفسير القرآن بما يسمى بـ (التفسير العلمي) أو (الحقائق العلمية) أو (الإعجاز العلمي)



سؤال بالنسبة للمنشور السابق:
«ذكرت أنه لا يجوز تفسير القرآن بغير ما جاء عن الصحابة والتابعين، فمن تأوله على غير ذلك فهو مفتر على الله ملحد في آيات الله، كما نقلته عن ابن تيمية، فهل تفسير القرآن اليوم بالحقائق العلمية يدخل تحت هذا التحذير؟ وأيضًا بما يسمى بتفسير الأعداد؟»


الجواب:

تفسير القرآن بما يسمى بـ (التفسير العلمي) أو (الحقائق العلمية) أو (الإعجاز العلمي) هو من باب التفسير بالرأي، والتفسير بالرأي لا يقبل إلا إذا توفرت فيه شروط قبوله، وهي التالية:

الشرط الأول: أن لا يخالف التفسير بالمأثور مخالفة تضاد. فيكون المعنى الذي يذكر فيه غير مخالف لمعنى الآية الوارد عن الصحابة والتابعين مخالفة تضاد، فهو يدخل فيه ولا يعارضه.

الشرط الثاني: أن يكون المعنى المذكور غير مخالف لمعاني ألفاظ الآيات بحسب لغة العرب. فلا يصح أن يفسر ألفاظ الآية بمعاني تخرج اللفظ عن دلالته في لغة العرب.

الشرط الثالث: أن يتفق هذا المعنى وينسجم مع سياق الآية سباقاً ولحاقاً.

الشرط الرابع: أن لا يخرج هذا المعنى بالآية عن الشرع. فلا يأت بمعنى يحمل عليه الآية وهو من قبيل الفرضيات أو النظريات التي قد يتبين بطلانها بعد مدة، فصار كأنه ينسب الكذب إلى كتاب الله، فهذا معنى يخرج عن الشرع، أو يأت ويتكلم في تفسير الآية بكلام كأنه يجعل القرآن كتاب علوم جيلوجية أو فلكية أو فيزيائية، أو غيرها من العلوم التطبيقية، ونحو ذلك من الأمور التي يخرج في تفسيره العلمي عن الشرع.

الشرط الخامس: أن لا يأت بمعنى يؤيد أهل الباطل في باطلهم وبدعهم، أو ينشئ بدعة.

فإذا توفرت هذه الشروط قبل التفسير العلمي، وإلا رد.

أما (تفسير الأعداد) فهو بدعة قاديانية بدأت معهم بالرقم ١٩، ثم تسربت وتطورت على يد مدّعي النبوة: رشاد خليفة، وتسربت على أيدي بعض الناس، وتطورت بحساب الجمل، وصاروا يتحدثون عن الإعجاز العددي، بطريقة لا سلف لهم فيها، ومعلوم أن الخروج عن سنن السلف كاف في الحكم على هذه الطريقة بالبطلان.

كيف وفيها من التكلف، والتمحل في تقرير المعنى بما يثير الضحك أحياناً والدهشة أحياناً، ولا يكاد يسلم لأحد مهما تكلف صحة ما يبنيه من نتائج على أساس الحساب.

والملحوظ هنا أن استعمال الحساب في تفسير القرآن هو في الحقيقة ليس بتفسير، ولكنها طريقة مثل طريقة فتح المصحف التي ذمها العلماء، فهؤلاء لا يفسرون وأولئك مثلهم.


والله الهادي والموفق.