السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الأربعاء، 22 أكتوبر 2014

سؤال وجواب ١٧: هل فسر الرسول و الصحابة القرآن؟


سؤال:
«هل فسر الرسول والصحابة القرآن؟»

الجواب: 

لم يمت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا وقد فسر جميع القرآن الكريم للصحابة، ولكن تفسيره -صلى الله عليه وسلم- على أنحاء؛

- فتارة يفسره باللفظ، كما ورد عنه في تفسير (المغضوب عليهم) باليهود (والضالين) بالنصارى.

- وتارة يفسر ببيان المعنى، فينفي الإشكال، ويرفع اللبس، كما جاء في قوله تبارك وتعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ}. (الأنعام: ٨٢).

- وتارة يفسر ببيان الموضوع، فما ورد في السنة في أحكام الصلاة هو تفسير لإقامة الصلاة، وما ورد في السنة في أحكام الزكاة هو تفسير لإيتاء الزكاة، وما ورد في السنة في حد السرقة، وفي حد الزنى، هو تفسير لآية السرقة، وآية الزنى.

- وتارة يفسره بتخلّقه به -صلى الله عليه وسلم- فقد كان خلقه القرآن.

قال الله تبارك وتعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}. (النحل: ٤٤).

والصحابة تلقوا هذه المعاني، وبنوا عليها تفسيرهم، فكان تفسيرهم للقرآن يحمل في طياته المعنى الذي فهموه من الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ولا غَرْو فقد شاهدوا نزول القرآن، وعاصروا تنزيل الوحي وملابساته، وما احتف به من أمور تعين على فهمه؛ فكان تفسيرهم عند أهل الحديث في حكم المرفوع.