السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الأربعاء، 22 أكتوبر 2014

شبهة والرد عليها ١٢: ليس كل من قتل في المعركة ضد الكفار يكون شهيدًا


شبهة:
«من قتل في المعركة فهو شهيد».

وللرد على هذه الشبهة أقول:
ليس كل من قتل في المعركة ضد الكفار؛ 
قد دل مجموع النصوص الواردة في الشهادة في سبيل الله، على أن الفضل العظيم الوارد فيها، له شروط وموانع، فمن لم يحقق الشروط، وينتفي عن الموانع يحرم منه، ولا يكون شهيداً؛
وشروط الشهادة أمران:
- الأول: الإخلاص لله تعالى. فيكون قتاله لإعلاء كلمة الله.
- الثاني: أن يكون متابعاً في طلبه للشهادة ما جاء عن الرسول.

وموانع الشهادة هي التالية:
١- الغلول من الغنيمة. 
٢- الخروج بغير إذن الإمام.
٣- وأن يقاتل لا من وراء الإمام. 
٤- القتال تحت راية عمية. 
٥- الخروج بغير إذن الوالدين. 
٦- أن يقاتل مفارقاً جماعة المسلمين.
٧- أن يكون قتاله لمن لا يجوز قتاله.
٨- أن يكون خروجه لأجل أن يقتل، لا لإعلاء كلمة الله! 
٩- أن يكون في خروجه على معصية. 
ومن أجل هذه الأمور كان من معتقد أهل السنة والجماعة: أن لا يشهد لقتيل المعاركة بعينه بالشهادة، إنما يقال: ترجى له الشهادة! فهم لا يشهدون لأحد بجنة أو نار، إلا ما جاء فيه النص!

ومن تراجم البخاري في جامعه في كتاب الجهاد: «باب لاَ يَقُولُ فُلاَنٌ شَهِيدٌ. قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-: «اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُجَاهِدُ فِى سَبِيلِهِ»، «اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُكْلَمُ فِى سَبِيلِهِ».» اهـ.
وقد قال أبو جعفر الطحاوي -رحمه الله- في عقيدة أهل السنة والجماعة: «وَلَا نُنْزِلُ أَحَدًا مِنْهُمْ (يعني من أهل القبلة) جَنَّة وَلَا نَارًا» اهـ.
وقال أبو عمرو الداني: «ومن قولهم (يعني: أهل السنة والجماعة) أن لا ينزل أحد من أهل القبلة جنة ولا ناراً، إلا من ورد التوقيف بتنزيله، وجاء الخبر من الله تبارك وتعالى ورسوله عن عاقبة أمره» اهـ.
وعليه فإن الاستدلال بالحديث على ما ذكر استدلال بالمتشابه؛ لأنه اطراح لكل هذه النصوص وفهم للنص على غير المراد شرعاً!

إذ ليس كل من قتل في أرض المعركة يكون شهيداً، أو نشهد له بالشهادة، حتى يحقق الشروط وينتفي عن تلك الموانع!