السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الأربعاء، 22 أكتوبر 2014

سؤال وجواب ١٦: ما حكم الخروج إلى سوريا والعراق للجهاد في هذا الوقت؟


سؤال:
«ما حكم الخروج إلى سوريا والعراق للجهاد في هذا الوقت؟»


الجواب:

لا يجوز الخروج الى تلك البلاد وغيرها بداعي الجهاد في هذا الوقت؛ وذلك للأمور التالية: 

- لأن الأصل عند أهل السنة والجماعة أن لا جهاد إلا من وراء إمام، وهذا نصت عليه جميع متون العقيدة. ومعنى ذلك أننا لا نخرج إلى القتال إلا بإذن ولي الأمر، فإذا لم يأذن حرم علينا الخروج، فإن كان منع الإمام لنا من الخروج حق وصواب فإن الأجر لنا وله، فإن كان منع الخروج خطأ فلنا وعليه. والرسول يقول فيما أخرجه مسلم في صحيحه: «الإمام جنة يتقى به يقاتل من ورائه» 

- ولأن الراية في ذلك القتال وأشباهه راية عمية، والرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من قاتل تحت راية عمية فقتل، مات ميتة جاهلية».

- ولأن الجهاد الشرعي له ضوابطه إذ عمل شرعي، وكل عمل شرعي لابد فيه من الإخلاص والمتابعة، ومما أمر الله به في الجهاد: إعداد العدة، لقوله تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ...} الآية (الأنفال: ٦٠)، والذين يريدون الخروج عملهم مخالف للشرع، من جهة أنه خروج بغير إذن الإمام، ومن جهة أنه خروج للقتال تحت راية عمية، ومن جهة أنه خروج على غير الصفة الشرعية؛ لأنه بغير إعداد عدة. 

- ولأنه ثبت قطعياً عمل الاستخبارات العالمية والإقليمية على جذب الشباب إلى تلك المناطق؛ بغرض قتلهم، أو المساومة عليهم، والضغط على بلدانهم بهم، فهذا عمل ينبغي مواجهته ومكافحته لا التسليم له. وما نبأ العراق عنا ببعيد! 

- ولأن هذا القتال ليس من باب قتال الدفع أصلاً، والقضية أن بعض الناس في تلك البلاد اختار طريق المواجهة مع الحكام هناك... فليس من أبواب جهاد الدفع اصلاً. 

هذا ما لزم في هذه العجالة، سائلاً الله الهدى والرشاد للجميع.


كتبه: محمد بن عمر بازمول.