السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الأربعاء، 22 أكتوبر 2014

سؤال وجواب ١٨: هل كفّر العلماء القذافي وهل كان يجوز الخروج عليه؟


سؤال:
«أنا من ليبيا، وأتمنى الجواب على هذا السؤال -بعد إذن حضرتكم-، هل القذافي كفّره علماؤنا أم لا؟ وهل يجوز الخروج عليه أم لا إذا كفّره العلماء؟ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».


الجواب:

هو كما قلت، قد حكم أهل العلم بكفره عينًا؛ لأمور صدرت منه، مع قيام الحجة عليه!

فالخروج عليه يجوز بشرط أن: لا تراق الدماء، وتؤمن الفتنة على الناس. ولذلك كان المشايخ ينهون عن الخروج؛ لما يعلم من قوته وبطشه، وما سيحدث من أثر ذلك من إراقة للدماء، وفتنة للناس، وتسلط أهل الشر والفساد على الناس.

فلما حصل أمر الخروج، وحصلت المواجهة، ولم يعد هناك مجال للدعوة إلى الصبر، وتغير الحال، صار قول أهل العلم إلى دعم الذين خرجوا عليه، حتى لا يراق المزيد من الدم وتحفظ البلد لأهلها.

وهكذا الحال في سوريا مع النظام السوري، والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وهذا أصل عظيم علمنا إياه الشرع. قال: ابن تيمية في (منهاج السنة النبوية) (٥٣١/٤): «ما أَمَرَ بِهِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنَ الصَّبْرِ عَلَى جَوْرِ الْأَئِمَّةِ، وَتَرْكِ قِتَالِهِمْ وَالْخُرُوجِ عَلَيْهِمْ، هُوَ أَصْلَحُ الْأُمُورِ لِلْعِبَادِ فِي الْمَعَاشِ وَالْمَعَادِ، وَأَنَّ مَنْ خَالَفَ ذَلِكَ مُتَعَمِّدًا أَوْ مُخْطِئًا لَمْ يَحْصُلْ بِفِعْلِهِ صَلَاحٌ بَلْ فَسَادٌ» اهـ.

وبعض الناس يتوهم أنه إذا كان الحاكم كافراً وجب الخروج عليه، والحقيقة هي أنه يجوز الخروج عليه بالشرط السابق الذي دلت عليه أحكام الشريعة.


والله أعلم.