السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الأربعاء، 22 أكتوبر 2014

شبهة والرد عليها ١٠: الإنكار على ولي الأمر


شبهة:
بعض الناس يتكلم في ولي الأمر غيبة، وإذا قلت له: «هذا لا يجوز»، يستدل بما جاء عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْجِهَادِ كَلِمَةَ عَدْلٍ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ». (أخرجه أبو داود في (كتاب الملاحم)، باب الأمر والنهي، حديث رقم (٤٣٤٤)، والترمذي في أبواب الفتن، باب ما جاء أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر، حديث رقم (٢١٧٤)، وابن ماجه في (كتاب الفتن)، باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حديث رقم (٤٠١١). وأخرج النسائي في (كتاب البيعة) باب فضل من تكلم بالحق عند إمام جائر، حديث رقم (٤٢٠٩)، نحوه من حديث طارق بن شهاب أن رجلاً سأل النبي، وأخرج ابن ماجه في (كتاب الفتن) باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نحوه من حديث أبي أمامة أن رجلاً سأل الرسول عند الجمرة الأولى، تحت رقم (٤٠١٢). والحديث قال الترمذي -رحمه الله-: «وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ» اهـ. وصححه الألباني في (صحيح الجامع) تحت رقم (١٩٨٠)). و 
يقول: «هذه كلمة حق».


وللرد على هذه الشبهة أقول: (انظر السنة فيما يتعلق بولي الأمة ص: ٧٩): 

أولاً:  الحديث إنما قال عند أي أمام ولي الأمر وحضوره لا من خلفه. 

ثانياً: أن هذا الحديث لا يدل على أن المراد أن تنكر علناً، أو تنكر غيبة، بل يجب أن يفهم هذا الحديث مع ما جاء عن عياض بن غنم قال لهشام بن حكيم: «ألم تسمع يا هشام رسول الله إذ يقول: «من كانت عنده نصيحة لذي سلطان فليأخذ بيده، فليخلوا به، فإن قبلها قبلها، وإن ردها كان قد أدى الذي عليه»().
حيث أفاد حديث عياض وجوب الإسرار في نصيحة صاحب السلطان، وعليه فإن أفضل الجهاد أن تنصح على انفراد ذي سلطان جائر.

ثالثاً: أنه قال: «عند سلطان جائر» فعبر باسم الفاعل، الذي يدل على الدوام والاستقرار، فالمراد من كان الجور صفة ثابتة مستقرة فيه، فلا يصح أن يقال عن شخص يقع منه خطأ ما: إنه جائر؛ لأن الجور ليس صفة لازمة مستقرة فيه، وإلا يلزم أن يوصف كل مسلم بأنه جائر؛ لأن كل ابن آدم خطاء. وهذا المعنى مستفاد من دلالة الاسم على الاستقرار والثبوت، ومن دلالة الفعل على الحدوث والتجدد. وهو مقرر عند علماء البلاغة العربية. 

و نحن بحمد الله -في المملكة العربية السعودية- في ظل سلطان عادل، عامل بالكتاب والسنة، على منهج السلف الصالح، داع للتوحيد، ومحارب للبدع والخرافات.

قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-: «أشهد الله تعالى على ما أقول وأُشهدكم أيضاً أَنني لا أَعلم أَن في الأرض اليومَ من يطبق شريعة الله ما يطبقه هذا الوطن -أعني: المملكة العربية السعودية- وهذا بلا شك من نعمة الله علينا، فلنكن محافظين على ما نحن عليه اليوم، بل ولنكن مستزيدين من شريعة الله -عز وجل- أكثر مما نحن عليه اليوم؛ لأنني لا أدعي الكمال، وأننا في القمة بالنسبة لتطبيق شريعة الله، لا شك أَننا نخل بكثير منها، ولكننا خير والحمد لله من ما نعلمه من البلاد الأخرى... إننا في هذه البلاد نعيش نعمة بعد فقر، وأَمناً بعد خوف، وعلماً بعد جهل، وعزاً بعد ذل، بفضل التمسك بهذا الدين، مما أوغر صدور الحاقدين، وأقلق مضاجعهم، يتمنون زوال ما نحن فيه ويجدون من بيننا وللأسف من يستعملونه لهدم الكيان الشامخ؛ بنشر أباطيلهم، وتحسين شرهم للناس: {يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ...}. (الحشر: من الآية: ٢).

ولقد عجبت لما ذُكر من أن أحد الجهلة -هداه الله ورده إلى صوابه- يصور النشرات التي ترد من خارج البلاد، التي لا تخلو من الكيد والكذب ويطلب توزيعها من بعض الشباب، ويشحذ هممهم بأن يحتسبوا الأجر على الله! 

سبحان الله هل انقلبت المفاهيم؟ 

هل يطلب رضى الله في معصيته؟

هل التقرب إلى الله يحصل بنشر الفتن، وزرع الفرقة بين المسلمين وولاة أمورهم؟ 

معاذ الله أَن يكون كذلك» اهـ. ((وجوب طاعة السلطان) للعريني: ٤٩. بواسطة (السنة فيما يتعلق بولي الأمة) ص: ٨٠).