السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الأربعاء، 22 أكتوبر 2014

شبهة والرد عليها ١٦: اشتراط الإمام في الجهاد


شبهة:
«كيف تشترطون إذن الإمام للجهاد، وقد قال بعض أهل العلم: «بأي كتاب، أم بأية حجة أن الجهاد لا يجب إلا مع إمام متبع؟! هذا من الفرية في الدين، والعدول عن سبيل المؤمنين، والأدلة على إبطال هذا القول أشهر من أن تذكر، من ذلك عموم الأمر بالجهاد، والترغيب فيه، والوعيد في تركه».» اهـ.

فالجواب: 
كلام هذا العالم عن حال جهاد الدفع الذي يفجأ فيه العدو بلداً من بلاد المسلمين، ولا يمكنهم الرجوع إلى الإمام، ويخشون كلبه، ففي هذه الحالة دفع العدو من باب دفع الصائل، فلا يشترط فيه شرط مما يشترط في جهاد الطلب والدعوة. 
أو يريد هذا العالم بكلامه الرد على من يشترط لوجوب الجهاد إذن الإمام العام، الذي تنضوي تحته جميع بلاد الإسلام، وعلى هذا فلا جهاد اليوم لأنه لا يوجد إمام عام لجميع المسلمين في الدنيا.
فهذا العالم يريد الرد على من يشترط إذن الإمام العام (الأعظم) للجهاد، لا أنه ينفي طلب إذن ولي الأمر في الأصل.
وعموماً فالحجة في الدليل وهو الحق، وإذا جاء نهر الله بطل نهر معقل!
وهذه العبارة المنقولة جاءت في كلام الشيخ عبدالرحمن بن حسن، في رده على ابن نبهان، الذي يريد أن يسقط أحكام الجهاد وما يترتب عليه من البراءة من الكفار، لعدم وجود الإمام. فقد جاء في (الدرر السنية في الأجوبة النجدية) (١٦٧/٨)، أن ابن نبهان يقول: «أنه لا جهاد إلا مع إمام، فإذا لم يوجد إمام فلا جهاد، فيلزم على هذا أن ما يلزم بترك الجهاد من مخالفة دين الله وطاعته جائز، بجواز ترك الجهاد، فتكون الموالاة للمشركين» اهـ. فالشيخ يرد على كلامه، وأنه لا يشترط الإمام العام للجهاد، بل كل طائفة ممتنعة بولي أمرها وأميرها لها أن تجاهد.

وقد قرر الشيخ عبدالرحمن بن حسن -رحمه الله- (الدرر السنية في الأجوبة النجدية (٩٥/٩)، اشتراط الإمام في الجهاد، حيث قال: «ورأينا أمرًا يوجب الخلل على أهل الإسلام، ودخول التفرق في دولتهم، وهو: الاستبداد من دون إمامهم، بزعمهم أنه بنية الجهاد، ولم يعلموا أن حقيقة الجهاد ومصالحة العدو، وبذل الذمة للعامة، وإقامة الحدود، أنها مختصة بالإمام، ومتعلقة به، ولا لأحد من الرعية دخل في ذلك، إلا بولايته؛ وقد سئل -صلى الله عليه وسلم- عن الجهاد، فأخبر بشروطه بقوله -صلى الله عليه وسلم-: «من أنفق الكريمة، وأطاع الإمام، وياسر الشريك، فهو المجاهد في سبيل الله». والذي يعقد له راية، ويمضي في أمر من دون إذن الإمام ونيابته، فلا هو من أهل الجهاد في سبيل الله» اهـ.